مازال الخطاب العربي الرسمي والشعبي من اسرائيل على حاله لم يتغيّر منه شيء على الاطلاق اذا أنّه قد نعى الدولة العبرية أكثر من مرّة ورماها في البحر للحيتان الجائعة  وسيطرت على الحركات الثورية بلحاها كافة الدعوة الى تحرير فلسطين من المحتل الاسرائيلي بواسطة الكفاح المسلح ورفضت كل دعوات الحلّ من التقسيم الى مشروع الدولتين وما تبعهما من مقترحات مُحلّة للقضية الفلسطينية وصولاً لأوسلو الذي منح الفلسطينيين سلطة محلية قسمتها  سكين حماس مناصفة مع فتح تمهيداً لقطع أوصال اسرائيل وبيعها اعضاء بشرية للمختبرات العربية . واتسع الخطاب العربي الثوروي لدول اقليمية أكّدت مراراً وتكراراً جهوزية المرحلة لكبّ اسرائيل في البحر ..ولطالما سمعنا اقتراب ذهاب اسرائيل الى غير رجعة الى جهنم تاريخي يطوي صفحة الاحتلال السوداء . منذ الخطاب القومي وبمضمونه الناصري واسرائيل تغطّ في نوم عميق اطمئناناً منها لتقوّلات حزبية تجرّعت الهزيمة أكثر من مرّة وحوّلت هزائمها الى انتصارات سهلة. شهدت غزّة حرباً عليها وعلى دورتين متباعدتين قصمت ظهرها وخلّفت فيها دماراً هائلاً ومازال الخطاب العربي على ما هو عليه انتصار  ونصر فلسطيني وهزيمة نكراء لاسرائيل وقادة حماس يتريثون في اعطاء اسرائيل مهلة لتلتقط أنفاسها لأن نهايتها قدّ قرّبت وهي تحتاج الى دعم بسيط من جانب حزب الله لتحقيق النصر المبين بواسطة جبهة الجنوب والتي تحاول جماعات الصواريخ فتحها لنصرة الفلسطيني الغزّاوي لأن خسارة واحدة لا تكفي والمطلوب توسيع رقع المقابر ليكتمل مشهد مأساة النصر من غزّة الى جنوب لبنان ..لقد ذبحتنا أكثر من مرّة ومازالت تذبحنا ألسنة السكاكين الحزبية العربية من خطباء الجهاد في فلسطين الى باعة المواقف الثورية من أزلام النعم الحديثة  ممن يكبون اسرائيل يومياً بالمتوسط وعلى شاشات التلفزة .. مشكلتنا في خٌطب ومواقف عربية هي أسوأ بكثير من آلة القتل الاسرائيلي .. يوميّاً نسمع منتفخ بأموال القوّة ويهزّ عرش اسرائيل بقدمه في استديو من استديوهات التلفزة العربية ويحرض الغزّاويين على الاستمرار في النصر بمزيد من التضحيات حتى لا يبقى أحد ويُفنى الغزّاويون كرمى لعيون المستثمرين في دمائهم .. ان قوّة اسرائيل الفعلية تكمن في جماعات تدّعي العداوة معها ولكنها تقدّم لها الخدمات الكبيرة  من خلال سيول تصريحاتها الجارفة للمملكة يهودية المدعومة من القوى الدولية والاقليمية ومن دول عربية بنت استقرارها الداخلي على نغمة الصراع العربي – الاسرائيلي وما زالت تلعب لعبتها في صراع لم تسهم فيه ولو بحجر واحد .