أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان .
لقد غاب قسم الجندي اللبناني هذا العام ومضى الأول من آب بلا إحتفال وبلا عيد, لقد حرم السياسيون اللبنانيون الجيش من الإحتفال بعيده وطعنوا المؤسسة العسكرية في الصميم وفرضوا عجزهم وتقاعسهم على الجيش في عيده فألغيت الاحتفالات السنوية وألغي تقليد السيوف للمتخرجين وألغي القسم وترك الجيش لقدر هذا الوطن الذي يستوطنه التعطيل والفراغ ويتهدده الإرهاب من كل جانب.
ألغيت احتفالات عيد الجيش بذريعة الفراغ والشغور الرئاسي إلا حقيقة الامر أن هذا الإلغاء يأتي في سياق التعطيل الذي يعتمده السياسيون في هذا البلد فبعدما نهش التعطيل كل مؤسسات الدولة تمكن اخيرا من المؤسسة العسكرية ليحرمها من أبسط حقوقها ألا وهي الاحتفال بعيدها السنوي تحت ذريعة الفراع والشغور الرئاسي علما أن الدستور اللبناني ينص على انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية في حال شغور موقع الرئاسة إلى مجلس الوزراء وقد كان المجلس في هذه الحالة يستطيع القيام مقام رئيس الجمهورية خلال الاحتفالات الرسمية بعيد الجيش وليس ثمة داع لإلغاء الإحتفالات او التنصل منها تحت أي ذريعة كانت .
إن هذا الجيش يستحق أكثر من الثناء في الخطابات والمواقف العلنية ,إن هذا الجيش يستحق الوقوف إلى جانبه وفي هذه المرحلة بالذات حيث لم يبق من مؤسسات الدولة شيء إلا وطاله الفراغ والتعطيل ولم يتبق في هذا البلد سوى المؤسسة العسكرية التي تحمل همّ الشعب والوطن هذه المؤسسة التي كانت وما زالت الضامن الوحيد للإستقرار والسلم الأهلي والضامن الوحيد لوحدة البلد والنموذج الوحيد للإنصهار الوطني كما أنها واليوم بالذات رأس الحربة ضد المشروع الإرهابي الذي يتهدد لبنان أكثر من أي وقت مضى .
لقد كان على الحكومة ورئيسها وعلى كل من يتمثل بها من الاحزاب والقوى السياسية عدم التنصل من مسؤولياتهم تجاه الجيش ويوم الجيش وكان حريا بهم الوقوف الى جانب الجيش في عيده والقيام بكل ما يلزم تجاه هذا الاحتفال خصوصا وان الدستور منح الحكومة كل الحقوق الرئاسية في حال الشغور الرئاسي ,لكنها مع الأسف حكومة عاطلة .. حكومة عاطلة حتى عن العمل ..