لم نكن نعلم أن هناك امكانية لبنانية لاستعارة عنوان المسلسل المكسيكي المشهور " أنت أو لا أحد"  لحالة سياسية لا فنية وأن كان هناك مشتركات فعلية ما بين الممثلين والسياسيين على خشبة المسرح السياسي اللبناني الى أن جاء الجنرال ميشال عون من منفاه الباريسي واضعاً نصب أعين اللبنانيين رئيساً واحداً لا غير ولأن الظروف والمعطيات الداخلية والخارجية لم تكن لصالح الجنرال تماماً كما كانت سابقاً أثناء تشبثه بكرسي الحكومة العسكرية فشل الجنرال في مسعاه الدؤوب وحاول انتهاز الفرص قبل ضياع العمر على أبواب الانتظار وفعلاً وافته الفرصة التاريخية في استحقاق رئاسي ملغوم بألغام الصراع الاقليمي بين دولتين لا تقبلان بأنصاف الحلول ولا برئاسة رمادية بل برئيس امّا ممانع ومقاوم وامّا مهادن ناء بنفسه عن توريط لبنان بحروب لا طائلة له بها .. توقفت عربة الحكومة السلامية والتي يجرها حصانا 8و14آذار عند درج قصر بعبدا ولم تستطع اكمال سيرها فانفرط حلف التحالف بين حزب الله وتيّار المستقبل وعاد الانقسام الى مستوى عقّد أمور الحلّ الممكن بعد أن رشحت جماعة 14آذار الدكتور جعجع للرئاسة وقامت جماعة 8آذار بتطيير الجلسات بطريقة أخرجت الاستحقاق من اطاره الدستوري الى دوامة التوافق على مرشح من فريقها ولا مجال لفتح ثغرة حلّ في حائط الرئيس المُسمّى .. عون من جهته رفض النزول الى مجلس النوّاب لانتخاب رئيس ما لم يكن هو الرئيس وكتب على باب المجلس النيابي وعلى باب القصر الرئاسي : أنا أو لا أحد .. وهذا ما وضع الاستحقاق في مهبّ الرياح العاصفة بالمسيحيين في لبنان وخارجه وقلص من حجم التأثير الماروني في رئاسة تعنيهم مباشرة على ضوء المحاصصة الطائفية في الطائف نتيجة تحوّل المسيحيين من جهة متأثر في الغرب الى جهة متأثرة وبقوّة في العرب لناحية الشخصنة القاتلة واللاغية للآخرين والميل نحو شعبة الاستبداد في القول وفي الممارسة لهذا خسرنا المسيحي الذي ولطالما تغنينا به كشريك استثنائي يملك مواهب خاصة جعلته خارج سمات الهوية العربية في اشكالها كافة . لقد أدّى المسيحيّون أداءً سلبياً في السياسة وباتوا عرباً تتملكهم نزعة شيطانية تدفعهم الى تحصيل السلطة ولو أدّى ذلك الى جرّ المسيحيين واللبنانيين الى ويلات حروب طائفية لا رابح فيها .. يُعطل الجنرال الحلّ الممكن لرئيس وسطي غير استفزازي أو منتخب بواسطة التوازنات النيابية ويصرّ على رئاسته لاخراج الاستحقاق الرئاسي الى حيّز النور والاّ سيبقى الاستحقاق في ظلمات الخلافات بين جهتيّ آذار حتى يُبدّل من بيدهم قرار الطبقة السياسية الوضع الداخلي لصالح تحرير قصرالرئاسة من حاجزالجنرال الثابت على طريق بعبدا .