لقد عبّر النواب اللبنانيون عن تضامنهم السياسي والمعنوي مع الشعب الفلسطيني ومع مسيحيي الموصل وسجل مجلس النواب اللبناني وقفة تضامنية مع غزة والموصل استطاع المجلس خلالها تأمين نصابه الكامل وإظهار موقف لبناني موحد من الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومن الاعتدءات التي يتعرض لها مسيحيو الموصل ,وأصدر المجلس جملة توصيات دعى خلالها مجلس الامن الدولي إلى العمل على وقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار المفروض على غزة ,وأعلن المجلس وقوفه إلى جانب مسيحي الموصل ضد تنظيم داعش في العراق .
استطاع المجلس النيابي اللبناني أن يلتئم بسهولة من اجل قضايا ليست لبنانية القضية الاولى متعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي والقضية الثانية تتعلق باضطهاد الأقليات الدينية في العراق , وعبّر المجلس كما اللبنانيين جميعا عن أسمى آيات التضامن مع هاتين القضيتين وليس غريبا على اللبنانيين هذه الوقفات التضامنية إنما الغريب في كل ذلك اجتماع مجلس النواب بنصاب كامل للتعبير عن موقف سياسي يتعلق بقضايا خارجية فيما لا يزال لبنان يعاني الشغور الرئاسي لليوم الخامس والستين على التوالي ويعود تعطيل انتخاب الرئيس إلى هذا المجلس نفسه حيث مرت الجلسة الأخيرة المقررة لانتخاب الرئيس مرور الكرام ويمتنع المجلس نفسه عن تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ البلاد من التعطيل والفراغ السياسي الذي تتعرض له في مرحلة تعتبر من أصعب المراحل الأمنية الخطيرة التي يتعرض لها لبنان ,ولإن كان المجلس النيابي يستطيع ان يجتمع بنصاب كامل لاجل غزة والموصل فإن بإمكانه أيضا لو أراد ان يجتمع من اجل لبنان وربما كانت الظروف الإستثنائية التي يمر بها لبنان أكثر ضرورة او توازي بالاهمية التضامن مع غزة والموصل ومن هنا كان الحري بنواب هذه الامة ان يتضامنوا مع انفسهم ووطنهم اولا وان يكونوا على قدر المسؤولية والوعي تجاه بلدهم ووطنهم لإنقاذ البلاد وتحصين الوطن سياسيا وأمنيا .