طمأن نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي إلى أنّ مصير مسيحيي لبنان لن يكون كمصير مسيحيي الموصل، منبّهًا في الوقت عينه من تصرفاتٍ تهدّد دورهم.
واعتبر الفرزلي، في حديث لـ"النشرة"، أنّ سببين رئيسيين يتركان نوعًا من الطمأنينة في النفوس، الأول أنّ مسلمي لبنان ليسوا على استعدادٍ لممارسة أيّ عملٍ موجّهٍ ضد المسيحيين أو حتى أن يكونوا بيئة حاضنة للتكفيريين والارهابيين، والثاني يكمن بموازين القوى على الساحة اللبنانية والتي تجعل من عمليات مشابهة لتلك التي تحصل في الموصل أمرًا بغاية الصعوية يترتب عليه توترات ونتائج ليست من مصلحة أي من الأطراف.

 

المجتمع الدولي متواطئ مع "داعش"
وشدّد الفرزلي على أنّ الوجود المسيحي في لبنان مرتبط بالدور المسيحي، وبالتالي ليس من الضروري أن يكون هناك تصرفات تهدد الوجود اذا كان هناك تصرفات أخرى تهدد الدور، عبر ادارة الظهر وتجاهل الحقوق المسيحية من خلال قانون انتخابات غير عادل يستولد النواب المسيحيين بكنف طوائف أخرى، وهو ما يؤدي لتراجع الوجود المسيحي في لبنان وبالتالي لنفس نتائج ممارسات "داعش".
وعن الدور الذي يجب ان يلعبه لبنان لمواجهة ما يحصل في الموصل، اعتبر الفرزلي أنّ لبنان قادرٌ على أن يكون منبرًا إعلاميًا يؤدي دوره بخلق حراك سياسي ودبلوماسي يمنع تطور الامور أكثر في العراق. وأشار إلى أنّ "تواطؤ المجتمع الدولي مع "داعش" وامثاله قائم منذ زرع الكيان الصهيوني في المنطقة، والسعي لتهجير المسيحيين منها، وهو ما بدأ من فلسطين حيث كانت نسبة المسيحيين 22.5% واذا هي اليوم 1%".

 

خدمة للتيار الصهيوني!
ولفت الفرزلي إلى أنّ الهدف من مشروع تهجير المسيحيين هو إلغاء المنطقة التي ولد فيها السيد المسيح خدمة للتيار الصهيوني في اميركا والمنطقة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل تريد أن تثبت معادلة أن مكة هي مرجعية المسلمين والفاتيكان مرجعية المسيحيين وصولا للقول أنّ اورشليم والقدس هي عاصمة اليهود لشرعنتها كعاصمة لاسرائيل.
واسف الفرزلي لأن أكثر من طرف عن قصد او عن غير قصد، وبطريقة مباشرة او غير مباشرة يُسهم بهذا المشروع.

 

عون لا يتمسك بمقولة "أنا أو لا أحد"
وتطرق الفرزلي لملف الانتخابات الرئاسية، فسأل: "هل يُراد ملء الشغور بالمكان او المكانة؟" وأردف قائلاً: "اذا كانت المشكلة المكان ففي سوق النحاسين الكثيرون ينفعون ليكونوا رؤساء للجمهورية، وهذا ما يخدم مخطط الغاء الدور المسيحي فيصبح الرئيس مجرد صورة.
وشدّد الفرزلي على ان "تصحيح العلاقة التشاركية والتطبيق الفعلي لاتفاق الطائف، الذي نتمسك به، يكون من خلال انتخاب رئيس قوي للجمهورية والممثل الحقيقي للمسيحيين بالتزامن مع تسلم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري رئاسة الحكومة". وأكد أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لا يتمسك بمقولة "أنا أو لا أحد"، وما يسعى اليه قبل الرئاسة قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل".