تشهد الحدود الشرقية منذ أيام اشتباكات قاسية وعنيفة بين حزب الله والمجموعات المسلحة من جبهة النصرة وداعش وغيرها تكبد الحزب خلالها خسائر كبيرة وقد وصل عدد القتلى من الحزب حسب معلومات صحفية  إلى 20 قتيلا , وسبق ذلك جملة عروضات عسكرية قام بها الحزب في عدة قرى بقاعية .
واللافت في الأمر لجوء الحزب إلى خوض معاركه مع المسلحين بغياب كامل للدولة اللبنانية حيث لم يصدر بعد أي تصريح أو تعليق حول الاحداث الجارية من أي جهاز أو جهة لبنانية رسمية معنية بهذه الاحداث ما يوحي أن الحزب وحده قرر فتح هذه المعركة كما كانت عادته على الحدود الجنوبية حيث يحتكر دائما قرار الحرب والسلم وبيده وحده قرار المواجهة أو عدمها .
إن ما تشهده منطقة البقاع اليوم من عروض عسكرية يقوم بها الحزب ومن اشتباكات قرر خوضها في المنطقة يعيد إلى الأذهان الصورة المليشياوية التي عانى لبنان منها كثيرا خلال الحرب الأهلية  وأعاد إلى الاذهان صورة المجموعات المسلحة التي كانت تأخذ لبنان رهينة مصالحها ورغباتها وها هو حزب الله اليوم يأخذ منطقة البقاع بل ولبنان كله أيضا رهينة حساباته ومغامراته في تصرفات مليشيوية عبثية لن تزيد البلاد إلا توترا وخرابا .
لذلك فإن الدولة أو ما تبقى منها مطالبة بوضع حد لهذه العبثية التي يفرضها حزب الله على البقاع وعلى لبنان واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية منطقة البقاع من مغامرات الحزب وتهوره , وعلى قيادات المنطقة أن ترفع الصوت للحؤول دون توسع رقعة الاشتباكات وتمددها إلى عمق القرى البقاعية .