تعود ذكرى حرب تموز 2006 وسط تحولات كثيرة طرأت على لبنان خصوصا والمنطقة عموما وفرضت هذه التحولات وقائع جديدة على الساحة اللبنانية ومن أسبابها تورط حزب الله في الأزمة السورية ,هذا التورط الذي جرّ لبنان واللبنانيين إلى مجموعة استحقاقات لم يكن أحد يريدها ,استحقاقات جرّت لبنان الى ساحة الحرب مع الإرهاب الذي حط رحاله في لبنان بقوة بسبب تدخل حزب الله في الحرب السورية ووقوفه الى جانب النظام السورية سياسيا وعسكريا وانشغلت كل القوى والاطراف بما فيها الاجهزة الامنية اللبنانية كافة في معالجة الاجتياح الإرهابي للبنان الذي كان سسببا في دفع لبنان فاتورة كبيرة تمثلت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وأدت أيضا إلى خسائر كبيرة على المستوى الموسم السياحي الذي كان ينتظره لبنان .
في ذكرى حرب تموز تتشابه الصورة مع الظروف التي يمر بها لبنان اليوم ,  إنه حزب الله الذي لا يأبه بلبنان ولا بمصلحة لبنان ويحتكر بيده فقط قرار الحرب والسلم ,خاض حربه في العام 2006 دون الرجوع إلى أحد في حرب كلفت اللبنانيين مئات القتلى والجرحى وخسائر فادحة في الممتلكات الأمر الذي أدى إلى شلل كبير في البلاد على مدى سنوات وقد عانى لبنان خلالها من خسائر اقتصادية ومالية فادحة ما زالت نتائجها الى اليوم .
خاض حزب الله هذه الحرب وأخذ كل لبنان واللبنانيين معه قسرا وها هو اليوم أيضا يأخذ لبنان واللبنانيين مجددا إلى حرب لا طائل منها وهي تستعر يوما بعد يوم تحت عناوين عديدة أهمها عنوان الطائفية والمذهبية الأمر الذي أدى إلى استهداف كافة الطوائف اللبنانية والطائفة الشيعية التي أصبحت ضحية المغامرات غير المحسوبة وضحية السياسات غير المدروسة هذه السياسات التي لم تخدم لبنان لا من قريب ولا بعيد وإنما المستفيد الوحيد إيران التي تضحي بكل شيء وحتى بحزب الله نفسه في سبيل مصالحها وأهدافها ورغباتها في المنطقة .
ورجاء اللبنانيين الوحيد في ذكرى هذه الحرب التي يحتفل حزب الله بانتصاراتها الوهمية ان لا يعيد حزب الله الكرة وأن يتوقف الحزب عن مغامرات تجر البلاد والعباد إلى ما لا يحمد عقباه .
في ذكرى حرب تموز كل عام ولبنان بخير


علي حرب