صحّ توقع منسق الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عندما حث قوة "اليونيفيل" على التنبه لخرق فلسطيني يمكن أن ينطلق من مجهولين من الاراضي الفلسطينية. وهذا ما حصل بالفعل فجر اليوم الجمعة عندما أطلق صاروخ باتجاه الاراضي الإسرائيلية من غير أن يحقق هدفه وتلاه اطلاق مجموعة صواريخ على مستوطنة المطلة من تلة آمون في حاصبيا، أعقب ذلك رد اسرائيل بقصف التلال والمرتفعات المحيطة ببلدة كفرشوبا. ثم سقط صاروخ على منطقة مفتوحة في الجليل لم يسفر عن وقوع إصابات. كما كثفت المدفعية الاسرائيلية من اطلاق القذائف تجاه الاراضي اللبنانية، فسقطت 20 قذيفة في الأحراج المحيطة ببلدة كفرشوبا في المنطقة المعروفة بـ تلة الشقيف.
اختار مطلقو الصواريخ من الاراضي اللبنانية منطقة بعيدة من الرصد والرقابة للقوات الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان، وافاد مصدر أممي "النهار" "ان الرقابة لم تنقطع على طول الخط الأزرق الا ان الخرق حصل في وقت مبكر جداً حيث تم تركيز منصات الصواريخ، وأن استنفار الجيش وقوات "اليونيفيل" حصل بعد اطلاق أول صاروخ وبدأ البحث على الفور في محيط المجيدين وسواها حيث تم تقدير موقع اطلاق الصواريخ. لم يتوقف البحث عن مطلقي الصواريخ ولكن من غير العثور على احد منهم باستثناء بعض الأغراض شخصية لاحد منهم، وهي حذاء وقفازات محروقة وآثار دم في مكان اطلاق الصواريخ في الماري.
وأفاد تقرير عاجل رفع الى كبار المسؤولين أن "ليس من المتوقع ان تفتح اسرائيل جبهة مع لبنان لأكثر من سبب، منها ان ذلك لن يكون لها بمثابة نزهة وهي تعلم ايضا ان مطلقي الصواريخ هم من فصيل فلسطيني وليسوا من "حزب الله"، وأنهم عملوا تحت جنح الظلام وهم يدركون ان الجيش يتعقبهم لاعتقالهم، وأن مطلقي الصواريخ أرادوا من وراء ذلك توجيه رسالة دموية الى الجيش الاسرائيلي الذي قتل عشرات الفلسطينيين المدنيين في منازلهم ومراكز عملهم من غير اي مؤشر ان بنيامين نتنياهو سيوقف سفك الدماء الفلسطينية".
وتوقع واضعو التقرير"عدم حصول المزيد من الاخترافات على جبهة لبنان مع اسرائيل، لان الجيش لا يريد ان ينجر الى اشتباك مع اسرائيل في توقيت أراده مطلقو الصواريخ من الفلسطينيين. كما ان الرد الاسرائيلي يعتبر رداً تقنياً على مصادر اطلاق الصواريخ فقط . وهذا ما تبلغته قيادة اليونيفيل في الجنوب التي سارعت الى الاتصال بإسرائيل لوقف التصعيد على أساس أن لبنان الرسمي يتعقب المتورطين في هذا العمل لاعتقالهم".
وأشار التقرير الى ان الموقف الحالي في التعاطي مع هذا الخرق كما في كل مرة "ان الجيش اللبناني ملتزم بالقرار 1701 وانه لن يسمح لمجهولين بجره الى مواجهة مع اسرائيل دون أن يكون مستعدا لها".
وعقب مسؤول بارز بعد اتصال تلقاه من مسؤول غير مدني لإبلاغه بالخرق الحدودي بقوله: " لم يكن ينقصنا في الوقت الحاضر سوى اطلاق صواريخ من أراضينا على اسرائيل، والبلاد غارقة في مواجهة الفراغ الفراغ الرئاسي والتبشير على لسان اكثر من وزير ان الشغور في بعبدا سيستمر نحو ستة أشهر، اضافة الى شلل مجلس النواب والإرهاب الانتحاري الداعشي وأزمات معيشية لا تحصى منها سلسلة الرتب والرواتب، ومتعاقدو الجامعة اللبنانية، ومياومو شركة الكهرباء. من المؤكد أن هؤلاء هم فلسطينيون وأن ما قاموا به هو تصرف فردي دعما لحماس في مواجهتها مع الجيش الاسرائيلي، وتوريطاً للبنان ولسلطاته الأمنية . "
وسأل بدوره المتصل به: "الم يتم القبض على اي من مطلقي الصواريخ؟ أين الرقابة ؟"، فعزا المتصل بدوره السبب الى بقع تقع على الحدود لا تصلها الدوريات. والمشكلة ان بعض الفصائل الفلسطينية المعروفة في تطرفها يملك هذا النوع من الصواريخ، وتستغل مثل هذه الظروف كالعدوان الحاصل على غزة من اجل توريط لبنان. والمؤسف له ان التحقيقات والاستقصاءات اللبنانية والأممية لم تتوصل بعد الى ضبط مطلقي الصواريخ في أوقات سابقة من الاراضي اللبنانية ضد اسرائيل، خصوصاً ان اتفاق القاهرة الذي كان يجيز العمل العسكري الفلسطيني من الاراضي اللبنانية قد الغي".
وتجدر الإشارة الى ان الرقابة على الحدود الدولية مع اسرائيل قابلة للاختراق نظراً الى ضعف جهاز الرصد، والمؤسف انه لن يتحسن الا بإنشاء ابراج مراقبة على غرار تلك التي تنشئها بريطانيا على طول الحدود اللبنانية - السورية ولن يشمل ذلك الحدود مع اسرائيل.