تعتبر أوساط مسؤولة فلسطينياً مسؤولية ايران المباشرة عن تداعيات غزّة وخرق حماس للهًدن مع اسرائيل وبدون أسباب تُذكر بواسطة صواريخ فارسية من شأنها احداث فجوات في جُدر العلاقات المُستجدة بين الفلسطينيين وخاصة بعد المصالحة الجديدة والمؤدية الى تشكيل حكومة محاصصة من قبل حركتيّ الاختلاف فتح وحماس لطيّ صفحة من تاريخ الانقسام الفلسطيني الأسود والبدء بخطوة جدّية نحو سلطة فلسطينية متعافية من أمراض الاختلاف ببنادق المقاومة . وتستند هذه الأوساط الى مادة تحليلية سهلت لها تحميل ايران وزر صواريخ غزّة وهي مبنية على استقراء أحداث المنطقة وخاصة ما حصل مؤخراً من مستجدين مرتبطين بلعبة الأزمة المشتعلة في الشرق الأوساط بين ايران والمملكة العربية وهما: وصول داعش  الى الموصل ومنها الى الحدود الايرانية ووصول السيسي الى الرئاسة المصرية وكلا الوصولين في نظر ايران وصول سعودي سريع الى عمق التوازن الأوسطي بحيث شلّت يدّ ايران عن العراق بقوّة الغبن المذهبي وأفلتت قوّة دولة عربية وازنة لحماية مصالح خليجية من تهديدات ايران وقدّ عبر المشير عبد الفتاح السيسي قبل الرئاسة وبعدها عن مسؤولية مصر المباشرة  للدول الخليجية وهذه كانت أولى الرسائل المصرية للجمهورية الاسلامية الايرانية . اذاً ثمّة عناوين أساسية في قراءة مشهد غزّة الساخن والمشتعل بنار الاحتلال ومنها ما هو متعلق بالمصالحة الفلسطينية وبتضرر ايران منها لأنها تلغي من الدور الايراني الفاعل في الأمن الاسرائيلي وبالمعطيين العراقي والمصري وتأسيسهما لواقع توازني أوسطي جديد يعطي المملكة العربية السعودية دوراً متقدماً على حساب الدور الايراني وبذلك تكون الأولى قدّ ربحت سباق الحرب وانتصرت على دولة لا تهزم . من هنا تشير هذه الأوساط الى حاجة ايران لفعل يعيد انتاج وضعيّات جديدة تعتمل لصالح ايران فكان الأمن الاسرائيلي المدخل المطلوب لتصحيح المسار الأوسطي . لقد خسرت ايران سورية الأسد والعراق المالكي وبات سياج أمنها مفتوح على مضاعفات مذهبية وقومية من شأنها فسخ العقد الاجتماعي القسري مع مكونات غير شريكة في السلطة كما في الحقوق . وتختم هذه المصادر مؤكدة على دور ايران في غزّة للاستثمار في الأمن الاسرائيلي بعد أن فشلت في الاستثمار العربي وواصفة صواريخ حماس بالرسائل المشفرة باللغة الفارسية لحصد مكاسب سياسية في المواقع التي خسرتها نتيجة فشلها في ادارة ما ربحته من واشنطن في كثير من احتلالاتها لدول المنطقة ولسياساتها من سورية والعراق.