قد تختلف المقارنة كثيرا. ليس ثمة أي تشابه ما بين احراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير من قبل بعض المستوطنين الاسرائيليين، مع إحراق البوعزيزي لنفسه (في تونس). لكن ما يمكن له أن يبدو مشابها، هو هذه المواجهات التي تشهدها فلسطين المحتلة اليوم، في العديد من الأماكن، احتجاجا على سلطات القمع والاحتلال. من تابع الأمر، فلا بدّ من أنه لاحظ بعض العبارات التي لا بدّ من أن تدفع إلى التفكير: هل فعلا بدأت «انتفاضة» ثالثة في الأراضي الفلسطينية، أم أن الأمر سيبقى حالة من الغضب، قد تهدأ بعد فترة؟
كل القراءات ممكنة لغاية الآن، إذ لم تتشكل الأمور بعد بطريقة نهائية، إذ كل الاحتمالات مفتوحة على العديد من الأشياء. لكن الواضح لغاية الآن، أن ثمة أناسا على الطرقات يتظاهرون ويحتجون، ويحرقون ما يستطيعون من أشياء عائدة إلى دولة الاحتلال. ربما كان الفلسطينيون يتظاهرون اليوم في وجه أمرين: الاحتلال و«سلطتهم» هم التي كثيرا ما عبرت عن «انزعاجها» من قيام انتفاضة ثالثة. كيف نقرأ مشهد ذلك كله؟ لهذا توجهنا بالسؤال التالي إلى بعض الكتّاب والمثقفين الفلسطينيين في الداخل: «تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أيام أحداثا أمنية وسياسية، كيف تنظر إليها وهل تعتقد أن انتفاضة جديدة تلوح في الأفق»؟ وكانت هذه الأجوبة..