في كثير من الاحيان قد يلجأ الدائن لمد يد العون لانقاذ المستدين ويعمل جاهدا لمنعه من الافلاس ، ان لم يكن حبا به فمن اجل الحفاظ على امواله مما يضطره في بعض الاحيان ليس الى تحصيل الدين المترتب له في ذمة المديون وانما لزيادة دينه هذه المرة مع بعض الملاحظات على الاداء وربما مع الكثير من التدخل المباشر من قبل صاحب المال على امل زيادة ارباح المستدين كمرحلة اولى واسترجاع كامل الدين في مرحلة لاحقة وانا اعتقد ان حالنا نحن اللبنانيون مع حزب الله تشبه الى حد بعيد حال الدائن والمديون , فحزب الله الذي يمثل شريحة كبيرة جدا من اللبنانين وبالتالي شئنا او ابينا فهذا الحزب يمثل السواد الاعظم من الطائفة الشيعية فضلا عن امتداداته التحالفية الواسعة مما يجعله ممثل شرعي لواحدة من مداميك التركيبة اللبنانية مما يعني ان سقوطه سيشكل ما يشبه سقوط الهيكل على رؤوس الجميع فاذا ما سلمنا بهذه الحقيقة المرة ، مضافة الى حقيقة اخرى ثابتة عند جميع الاطراف تقول ان القرار الفعلي المتحكم بمسار حزب الله انما هو خارج الحدود مما يجعل من الحزب اقرب ما يكون كالمغلوب على امره وينفذ سياسات قد يعلم هو ان فيها هلاكه وهلاك لبنان كموضوع دخوله بالحرب الى جانب النظام السوري ، وعليه فيكون وضع حزب الله حاليا هو كما الغريق الذي يحتاج الى من يمد له طوق النجاة ومن هنا فانا اعتقد بان مسؤولية باقي الاطراف السياسية ها هنا ليس الاكتفاء بمشاهدته ينجرف نحو القعر وانما عليهم جميعا مسؤولية انقاذه وبالدرجة الاولى تتأتى هذه المسؤولية على الحلفاء الاقربين كالرئيس بري اولا وميشال عون ثانيا وبقية الاطراف ثالثا ، فاما الحلفاء فعليهم تقديم تنازلات سياسية تخرج الحزب من احراجات هو لا يستطيع الاقدام عليها وهو حالة الضعف ، وعلى فريق 14 اذار ايضا ملاقاة الفريق الاخر في منتصف الطريق من اجل العمل على بلورة خارطة طريق تساهم في عملية تحريك عجلة المؤسسات وعودة الحياة الى عروق الدولة من اجل فرض واقع سياسي قوي يمنع اولا من انهيار الكيان اللبناني ، وثانيا من اجل المساهمة في تأمين ملجأ آمن قد يفرض على حزب الله قرار اللجوء اليه , انها مسؤولية تاريخية على عاتق الجميع ، فحالة المراوحة والانتظار ليست في صالح احد وعودة حزب الله عن قراراته لن تكون الا بخلق واقع سياسي جديد يفرض عليه فرضا من خلال موقف تاريخي يأخذه الجنرال ميشال عون بانساحبه من الترشح للرئاسة ويجاريه بنفس الموقف سمير جعجع والقول بعد ذلك للحزب هذا بلدك هو اولى بك، ومن غير المسموح لك الانتحار .