في اليوم الأربعين على الفراغ الرئاسي يتمدد هذا الفراغ ليشمل كل المؤسسات الرسمية من مجلس النواب الذي لم يستطع في جلسته الانتخابية الثامنة أن يخرج لبنان من هذه الأزمة المستعصية إلى الحكومة التي ما زالت واقفة على تفسير صلاحيات رئيس الجمهورية في زمن الفراغ إلى بقية المرافق الحياتية والخدماتية .
إنه الفراغ في كل شي وقد اعتاد عليه اللبنانيون حتى كأنهم نسوا أن البلاد بلا رئيس للجمهورية لليوم الاربعين على التوالي ولا تزال كل الطرق مقطوعة لبنانيا وخارجيا إلى قصر بعبدا .
وحدها داعش التي تصول وتجول أمنيا وإعلاميا تصدرت هذا الفراغ ليصبح أمير ولاية لبنان عبد السلام الأردني هو البديل عن الفراغ السياسي والخدماتي الذي تعاني منه البلاد وهو نجم الساحة اللبنانية في ظل انكفاء المسؤولين اللبنانيين وزعماء الأحزاب والتيارات السياسية عن القيام بواجباتهم تجاه البلاد والعباد .
مع اليوم الاربعين على الفراغ مرت الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية مرور الكرام كسابقاتها ولم يستطع اللبنانيون بعد الاتفاق على رئيس للجمهورية ولا يبدو ان الحراك الإقليمي والدولي بوارد التدخل حتى هذه اللحظة ولا تزال الامور مفتوحة الى استمرار الفراغ بل على المجهول في ظل هذا الانكشاف الأمني والسياسي الذي تشهده البلاد , ونظرا لانعدام المؤشرات على اي حلول في موضوع الفراغ الرئاسي فقد تم إرجاء الجلسة التاسعة الى ثلاثة أسابيع وتم تحديد موعدها بتاريخ 23 تمور الجاري وهي المرة الاولى التي يتم فيها تحديد الموعد بعد فترة طويلة كهذه .
ووسط هذه الاجواء لا يزال الوضع الامني ضاغطا على الجميع وفرضت دقة الاوضاع الامنية اجتماعات أمنية عدة كان آخرها اجتماع أمني وزاري موسع برئاسة الرئيس تمام سلام  حيث أشار المجتمعون
الى دقة الوضع الامني وضرورة التنبه لأي مخططات مشبوهة، ودعى الاجتماع اللبنانيين الى الثقة بجيشهم وقواهم الامنية وبقدرتها على أحباط أي مخطط يهدف الى ضرب سلمهم الاهلي وأكدوا الحفاظ على أقصى درجات التأهب في صفوف الجيش والقوى الامنية واستمرار التنسيق بين الاجهزة والمضي في تنفيذ الخطط الامنية المقررة كما أكد الاجتماع صحة المعلومات عن وجود سيارات مفخخة وانتحاريين، أعلن ان الخطط الامنية ستنفذ في كل المناطق .
وعلى امل أن يتجاوز اللبنانيون هذه الأخطار الداهمة في الامن والفراغ يقع على السياسيين وحدهم مهمة إنقاذ البلد والإسراع في التوافق على شخصية لبنانية توافقية لملء سدة الرئاسة شخصية تستطيع مواكبة الاحداث الجارية في لبنان والمنطقة
ويكون لبنان وحده أولى اهتماماتها .