ثمّة اجماع عراقي بعد احتلالات داعش وفرار الجيش العراقي لأسباب معلومة وأخرى مجهولة أن رئيس الوزراء نوري المالكي سبباً كافياً للمشكلة ومقدّمة مطلوبة وضرورية للبدء بحوار جدي بواسطة حكومة مرؤوسة من قبل شخصية وطنية لا طائفية أو حزبية أو اقليمية ودولية تعمل لصالح العراق لا لصالح البقاء في السلطة الى حين خروج المهدي "عج" . أعرب عراقي متحمّس للتغيير في بنية السلطة أن المالكي ديكتاتور يتصرّف بمشيئة الهية وكأنه ربّاً جديداً للعراق وهذا ما أضرّ بالبلاد والعباد وفتح ثغرة الأنبار ليخرج منها وحوش كاسرة يستسيغون الموت ويرفضون الحياة وقد أعطاهم المالكي فرصة الموت في عراق حولوه الى مقبرة مفتوحة لكل التائهين من أعمارهم ودنياهم بحثاً عن آخرة طريقها يمرّ بالعراق كاوتسستراد سريع الى جنة المآوى .
ويضيف مقتدى الصدر حماسته الزائدة لحكومة دون المالكي لتذليل كل العقبات واعادة الامور العراقية الى مستويات متفاهمة على حماية البلد من تخريبه وتهديمه واسقاطه في حفر الفتن الداخلية تحقيقاً لضرورات الحكم التي تتطلب مزيداً من العنف المذهبي لتكريس كتلة طائفية حاضنة لشخص الحاكم ولديمومته في السلطة بفعل الغرائز والعصبيّات وهذا ما أشار اليه أحد المحللين العراقيين عندما وصف فوز المالكي في الانتخابات التشريعية بأنه نتيجة حتمية لمواقف المنددين بالمالكي من أهل الملل والنحل الكردية والسُنية اضافة الى موقف دول تستوظف مواقفها من عراق مأزوم لصالح السلطة الممسكة بزمامها عبر تحويل حملاتها على المالكي لصالح الضغط المذهبي .
حتى الآن هناك رغبة لدى المرجعية الشيعية "السيستانية " باخراج المالكي من السلطة ودعوة صريحة من زعيم التيّار الصدري الى تنحية ديكتاتور العراق الجديد عن التمسك بولاية ثالثة وتبدو نوايا آل الحكيم متضمنة لرغبتيّ المرجعية والصدرية مما يعني أن هناك فرصاً للمجيء برئيس للوزراء من خارج حزب الدعوة الذي سيطر على الجميع منذ الجعفري وحتى المالكي وهنا تكون داعش قد فتحت جداراً في سماكة سلطة الدعوة لصالح المتضررين من حكم حزب الدعوة من أهل الشيعية السياسية .وهنا تصحُ مقولة : رُبّ ضارة نافعة .. اذاً نحن أمام مشهد شيعي أولى أولوياته العمل امّا على تثبيت المالكي كما هو حال حزب الدعوة وامّا خلعه من احتمال الولاية الثالثة كما هو حال المرجعيّات من السيد السيستاني الى عمّار الحكيم فمقتدى الصدر .. وبالتالي فان ما يجري في الموصل الى الحدود مع ايران مادة دسمة في الموضوع الرئاسي للحكومة بين التيّارات الشيعية وحاجة ملحة للتغيير في ادارة سياسية باتت متسلطة على الشيعة قبل أهل السنُة .