ماذا تفعل التدابير الأمنية بكل أدواتها مع أشخاص يسرعون الى الموت بواسطة الانتحار ؟ لا الجيش والمؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى بقادرة على ايجاد حلول نهائية موقفة لموجة الانتحار فدولة مثل الولايات المتحدة اخترق فضاؤها الأمنيّ من قبل تنظيم القاعدة رغم منظومة الدفاع وكذلك تدابيرها الداخلية كما أن كياناً كدولة اسرائيل تتوفرّ فيه وله كل طرق الحماية من تقنيّات غربية وعناصر أمنية اسرائيلية ومع ذلك يّهزّ أمنها وبوسائل مختلفة وتكاد لا ينحصر المثال في المثالين فروسيا اخترقت أمنيّاً وأوروبا كذلك فكيف حال الدول المفتقدة لمنظومات دفاعية متطورة وما زالت تعمل يدويّاً أو بواسطة " المانيفال" لصعوبة الحصول على أجهزة متطورة لأن التنمية الداخلية لمجتمعاتنا وبيئاتنا في العالم الثالث تستهلك ميزانيّات الأنظمة –طبعاً نكتة –اذاً ما الحلً الممكن لمقاومة الارهاب الذي يضرب بقوة أمن لبنان ؟ في ظل رغبة جانحة للموت انتحاراً وبأيّ شيء حتى أن المنتحر على استعداد تام لأن يفجرّ نفسه بالفراغ حباً بالموت وكُرهاً بالحياة وفي ظلّ تدابير تستنزف الدولة والمجتمع ودون جدوى ناهية للانتحار في بلد مهووس بالأمن . أعتقد أن في تخليّ اللبنانيين عن مؤازرتهم لأوزار الحروب المشعلة في رُقاع عربية سبباً مسهماً في جملة تدابير حازمة لصنع سياج أمني سياسي أفضل بكثير من السياجات العسكرية  المتخذة كما أن تنفيس الاحتقان الطائفي والمذهبي في لبنان من خلال عملية سياسية جدية يشعر السُنيّ معها بأنه غير مغبون عمليّاً ومقموع بفعل سيطرة منطق القوّة على السلطة والشارع اضافة الى مسارعة السلطة الجديدة والجديّة  للعب دور يقرّب المتباعدون من أهل الاختلاف من دول معنية في الأزمات والحروب القائمة في المنطقة لمساعدة أنفسهم على عدم التبخر في بحر أوسطي يستعر بنار غير مسيطر عليها في ظلّ انخراط الجميع في جحيمها . وهكذا يكون لبنان لا عب أساسي في السلم وفي ذلك نجاته من الغرق في حمامات من الدماء. ان دور لبنان أساسي في تحديد طبيعة الأمن فيه فاذا ما كان جزءًا من الحروب القائمة فانه سيعاني ما عانه سابقاً من ويلات وحروب داخلية مازالت ارتداداته تضربه لتذكيره بأرجحية  الدور المنفلت من أيّ التزام خارج الحدود ومساحة الاقليم والتخلي عن دور المنقذ والمنفذ لأدوار تريد تغيير العالم . اعتقد أن قراءة تجربة الحرب في لبنان كافي لمعرفة طريق الخلاص للبنان وتجربة من لا يفقهها سيعيد المغامرة ولكن دون فائدة تُذكر سوى المزيد من الموتى والقبور ..