اعتبر رئيس جمعية "سيدروس للإنماء" الخبير المالي وليد أبو سليمان أن موضوع سلسلة الرتب والرواتب بات مرتبطا كليا بالمواضيع السياسية الأخرى، وهو بات يستخدم ورقة للضغط بالسياسة للرد على عدم حضور قسم من النواب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، متمنيًا لو يتم تقديم الموضوع الاقتصادي والاجتماعي على الموضوع السياسي وجعله أولوية.
ولفت أبو سليمان، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ الايرادات التي تلحظها السلسلة واقعية وقادرة على تغطية قيمة النفقات علمًا أنّ هذه النفقات ثابتة فيما الإيرادات مرتبطة بحجم الاقتصاد والنمو الاقتصادي والضرائب.
وشّدد أبو سليمان على أنّ وقف الهدر في مرافق الدولة وعلى سبيل المثال في مرفأ بيروت أكبر مصدر للايرادات، وأشار إلى أنّ "الأجدى بالمجلس النيابي بدل البحث عن فرض ضرائب، الشروع باقصاء الفاسدين ووضع حد للهدر والسعي لتكريس العدالة الاجتماعية من خلال جباية الضرائب من كل المواطنين دون استثناء".

 

الموضوع أشبِع درسًا
واستهجن أبو سليمان المطالبة بلجان تبحث موضوع السلسلة مجدّدًا، لافتًا إلى أنّ الموضوع أشبع درسًا وأصبح سياسيًا بامتياز.
وعن طرح تيار "المستقبل" زيادة الضريبة على القيمة المضافة TVA، لفت أبو سليمان إلى أنّه لا يحبّذ هذا الطرح "فيما البلاد تعيش في شبه ركود اقتصادي بسبب عدم القدرة على الحصول على ثقة المستثمر والمستهلك على حد سواء جراء الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد".
واعتبر أبو سليمان أن توفير الأموال يتم من خلال إصدار سندات خزينة لأصحاب الحق تُصرف بعد 3 أو 4 سنوات مع فوائد، على ان يتم دفع القسم المتبقي من السلسلة ممن الخزينة وبالتعاون مع مصرف لبنان، لنكون بذلك لجمنا التضخم وخففنا أعباء على الخزينة.

 

لإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس
ولفت أبو سليمان إلى أنّ زيادة الـTVA تعني تحميل المستهلك تبعات السلسلة وبالتالي نكون أعطيناه بيد وأخذنا منه باليد الأخرى.
وأسف أبو سليمان لارتباط السياسة بالاقتصاد وبالأمن الاجتماعي ما يؤدي لتعطيل البلاد، مشدّدًا على وجوب إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جديد باعتباره رأس الدولة، "على أن يلي ذلك اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري بعد الاتفاق على قانون انتخابي جديد".
ونبّه أبو سليمان من أن يلي دوامة التعطيل الحالية التي تضرب المؤسسات انفجار أمني يتبعه مؤتمر على غرار الطائف والدوحة لحل الأزمة، داعيا المسؤولين السياسيين لمزيد من الوعي لمواجهة المشكلة الكبيرة التي ترزح تحتها البلاد.