عن أثر أزمة أوكرانيا على ما يجري في سوريا تحدَّث أحد المسؤولين نفسه في "الإدارة" الأميركية الثالثة المهمة إياها اللذين يتابعان الأوضاع في لبنان وسوريا، قال: "ما حصل في أوكرانيا لا يؤثر على تعاوننا في جنيف. ومعلوماتنا تفيد أن الروس، استناداً إلى ما يقولونه لنا وإلى ما يُنقل عنهم، منزعجون من الأسد لأنه لا يستمع إليهم إلا في المسائل التي يرى أنها تفيده، ويرفض أي شيء آخر. ليس لهم "دالّة" كبيرة عليه. لذلك لا يعتقدون أن شيئاً كبيراً قد يتحقق في "جنيف 3"، علماً أن موعداً له لم يُحدَّد بعد". علّقتُ: سبب موقف الأسد الذي أشرت إليه هو جاهزية إيران لفعل كل ما يريده وللامتناع عن القيام بما يزعجه أو يؤذيه. على كل السؤال الذي لم تجبني عليه هو أن "الستاتيكو" أي الوضع القائم سيستمر في سوريا. يعني ذلك لا انكسار للمعارضة على رغم النجاحات العسكرية الأخيرة للأسد ولا انكسار للأسد وحرب مستمرة. فهل سيتأثر لبنان بهذا القتال كما جرت العادة؟ كيف سيكون تأثيره؟ وهل تنشب في رأيك واستناداً إلى معلوماتكم حرباً سنّية – شيعية في لبنان انطلاقاً من عرسال البقاعية؟ أجاب بسؤال: "من الذي منع الحرب السنّية – الشيعية فيه"؟ أجبتُ: "حزب الله". ردّ: "تلقت إيران ضربتين أخيراً في لبنان واحدة للسفارة وأخرى للممثلية الثقافية ولم تردّ هي ولا حلفاؤها الشيعة"؟ قلتُ: حصل أكثر من ذلك. استُهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة أكثر من مرة ولم يردوا. هم يقررون متى وأين وكيف، والوسيلة التي قد لا تكون جزءاً منهم في صورة رسمية ومباشرة. ردّ: "نحن نحاول أن نمنع التسلل عبر الحدود. هناك تعاون مع الدولة لوضع ضباط مراقبين عليها ولترسيمها". سألتُ: أي حدود؟ اللبنانية – السورية؟ أجاب: "نعم". رددت: أعرف أن هناك بعثة من الاتحاد الأوروبي تعمل على هذا الموضوع في لبنان منذ أشهر عدة، لكنني أعرف أنها حتى الآن لم تحقق أي إنجاز أو نتيجة.
ماذا في جعبة مسؤول في "الإدارة" الأميركية الثالثة نفسها مهمته متابعة الأوضاع في العراق؟
قلتُ له في بداية اللقاء أنني زرت العراق قبل مجيئي إلى واشنطن بأسابيع قليلة وأنني التقيت شخصيات عدة فيه منها السيد عمار الحكيم. علّق: "نلتقي الحكيم في العراق في استمرار. من رأيت تحديداً؟ وهل زرت أربيل أيضاً"؟ أجبتُ: كلا. زرتُ بغداد والنجف وكربلاء والتقيت شخصيات سياسية كما ألقيتُ محاضرتين. ثم تحدّثنا في الوضع العراقي الداخلي قال: "أتى إلينا المالكي رئيس الحكومة طالباً مساعدات عسكرية لمحاربة الإرهابيين في الأنبار (الرمادي والفلّوجة). طلب طائرات إف - 16 (F-16). أنت سمعت منهم أن لا جيش فعلياً عندهم، وأن هناك جيشاً "رسمياً" يبلغ عديده مليون و250 ألف جندي يفتقرون إلى السلاح وإلى التدريب وإلى الأمور اللوجستية. وهذا الكلام صحيح. وبوضع كهذا فإنهم لن يربحوا المعركة ضد الإرهابيين. يعتقدون أن حربهم هذه تحتاج إلى دبابات وتحريك جيوش وما إلى ذلك. لكن الحرب على الإرهابيين تختلف وتحتاج إلى أسلحة مختلفة وإلى تدريبات مختلفة. أنت تقول، استناداً إلى ما سمعت في بغداد، أن المالكي استغل الاعتصامات في الأنبار فتركها شهوراً عدة، وعندما اقترب موعد الانتخابات النيابية حاول فضها وضرب المشاركين فيها بالقوة العسكرية وذلك لتوظيفها في هذه الانتخابات. هذا صحيح جزئياً وليس كلياً. أساساً جيشه غير مؤهّل لخوض حرب عصابات. الإرهابيون مدرَّبون جيداً ومسلّحون جيداً ومموّلون جيداً. ثانياً تقع عليه مسؤولية، إذ يُقال أنه لم يُلَبِّ مطالب السنّة أهل الأنبار والقبائل. فضلاً عن أنه أهمل "الصحوة" التي حارب بها الأميركيون "القاعدة" وانتصروا عليه فأوقف رواتبهم ولم يدخلهم في الأسلاك الأمنية والعسكرية الرسمية. كل ذلك صحيح. لم ينفِّذ ما وعد به أو ما اتُّفِقَ عليه مع زعماء السنّة. حصل ذلك ليس لأنه (أي المالكي) أراد ذلك بل لأن المكوِّن الشيعي العراقي لم يُسهِّل له مهمته. رفض هذا المكوِّن كل ما ذكرته لك. قانون اجتثاث البعث وافق عليه مجلس النواب ثم ذهب إلى المحكمة الدستورية وبقي فيها. طبعاً في وضع كهذا ينقم الناس على الحكومة المركزية. أدى ذلك إلى اعتصامات وبدء تعاون مع الجماعات الإرهابية والى تحوّل الناس بيئة حاضنة لهم. علماً أن العشائر عادة لا تحب الإرهابيين وترفض سلطتهم". ماذا قال أيضاً عن هذا الموضوع؟