يشعر المسؤول اللبناني الذي يلتقي أي مسؤول أوروبي، سواء كان وزيرا للخارجية او للدفاع، في بيروت، أو أي عاصمة أوروبية، بمقدار التخوف من استمرار الشغور في مركز رئاسة الجمهورية في يومه الـ24. وقد لفت وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظيره جبران باسيل لدى الاجتماع معه في لندن عصر الجمعة الماضي الى توجس بريطانيا من المماطلة في انتخاب رئيس للجمهورية، وأنه يجب الاسراع في انجاز هذا الاستحقاق الذي يعيد الى البلاد الاستقرار السياسي وينهي التداعيات السلبية لكل ما رافق الشغور.

 

ونقل عن دوائر ديبلوماسية غربية في بيروت أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري زار بيروت قبل ثلاثة أسابيع خصيصا لتنبيه المسؤولين الى ضرورة تحصين الاستقرار السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة ما يحدث في سوريا من مقاتلة منتسبين الى تنظيمات ثورية لقوات النظام الذي لا تؤيده الولايات المتحدة الاميركية، وخطورة تعامل تلك التنظيمات مع السكان لجهة ارغامهم على تغيير نمط حياتهم اليومية. كما ان سفير فرنسا باتريك باؤلي نقل رسالة خطية من حكومة بلاده الى كل من الرئيس نبيه بري والوزير باسيل تتضمن تركيزاً على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي من دون تأخير.

 

وأشار أحد سفراء "المجموعة الدولية لدعم لبنان" المعتمد في بيروت الى أن وزير خارجية بلاده سيثير مع باسيل في روما اليوم أهمية انتخاب رئيس للبلاد والمطالبة بالخروج من دائرة المراوحة، وتحصين البلاد في وجه "الداعشية" التي سيطرت على 40 في المئة من الاراضي العراقية دون ان تلاقي أي مقاومة من القوات النظامية.

 

وأفاد أنه نبه اكثر من مسؤول التقاه في الايام الاخيرة بعد سيطرة "داعش" على الاراضي العراقية الى ان خطر التنظيمات الاصولية يجب أخذه على محمل الجد في لبنان الذي يتسرب اليه مقاتلون من جرود عرسال ومن الحدود السورية في الشمال. واعترف بأن بلاده متخوفة من 800 مقاتل من الذين حاربوا في سوريا الى جانب "النصرة" و"داعش"، وأن معظمهم عاد الى بلاده وهم موضوعون تحت الرقابة من الاجهزة المختصة لمكافحة الارهاب، ومع ذلك تتخوف سلطات بلاده من التعبئة التي تدربوا عليها ويمكن ايا منهم تنفيذ عمليات ارهابية في أي مرفق حيوي داخل بلادهم ثأرا من النظام.

 

وذكر مسؤول لبناني لـ"النهار" أن أي لقاء رسمي او عربي يتم في بيروت او أي عاصمة عربية او غربية يرافقه قلق مزدوج على الوضع في لبنان، لجهة تعثر انتخاب رئيس للبلاد وانعكاساته السلبية على تراجع الثقة الدولية والعربية بالوضع اللبناني، ومن المستغرب استمرار الدوران في حلقة مفرغة لانتخاب رئيس للجمهورية والانصراف الى كيفية ادارة الجلسات الوزارية وتحديد المجالات المقبولة او الممنوعة، وهذا مضيعة للوقت وترك البلاد تسير على سكة المجهول ومن دون ضوابط تصون الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي قبل فوات الأوان.