ينتظر النائب وليد جنبلاط الرئيس سعد الحريري. يريد جنبلاط إبلاغه وجهة نظره من الاستحقاق الرئاسي: لا للمرشحين الاستفزازيين، ولا لعون طبعاً. جنبلاط ليس وحيداً، الرئيس فؤاد السنيورة يشدّ على يده

 

بعد تباينات في وجهات النظر بين النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، وصلت إلى حد إلغاء لقاء كان مقرراً مسبقاً بينهما، عادت الاتصالات بين الفريقين الأسبوع الماضي، ونشطت بقوة لتحديد موعد جديد للقاء.

 

حتى الساعة، ليس من المعروف بعد إن تمّ الاتفاق نهائياً على اجتماع الرجلين قريباً. فقد تضاربت المعلومات بين مؤكدة ومشككة في حصوله. بحسب مصادر جنبلاط "تم الاتفاق على عقد لقاء هذا الأسبوع بين الحريري وجنبلاط في باريس، لم يحدد تاريخه بعد". في المقابل، تقول مصادر مقرّبة من الحريري إن "رئيس تيار المستقبل لم يحسم بعد موعد اللقاء، ولم يحدد موعداً للقاء جنبلاط بعد. ولم يؤكّد بعد أمر اللقاء، لأسباب تتعلق بانشغاله ببعض الأعمال خارج باريس". كذلك فإن "الحريري لا يزال ينتظر أن يؤذَن له بلقاء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الموجود في الدار البيضاء". ولأنه في العادة لا يتم تحديد موعد لقاء الحريري بالملك، لذا يتريث الحريري في تحديد الموعد لجنبلاط لأن من الممكن، في أي لحظة، أن يقال له إن عليه العودة إلى المغرب للقاء الملك.

 

وفي المعلومات أن رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة هو أبرز الناشطين على هذا الخط، بحسب ما أكدت مصادر جبهة النضال الوطني. فقد "حاول السنيورة التقريب في وجهات النظر الرئاسية". وتشير المصادر إلى أن "جنبلاط يريد إقناع الحريري قبل أي شيء بقطع الطريق على إمكان وصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى قصر بعبدا. ويلتقي جنبلاط والسنيورة على الرفض القاطع لعون، وحتى على رفض الحوار بين الحريري وعون". وتقول مصادر جبهة النضال إن السنيورة يسعى لإقناع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتبنّي ترشيح النائب هنري حلو في مواجهة عون. كذلك سيحاول جنبلاط في اللقاء أن "يصارح الحريري بالقول بضرورة العدول عن المرشحّين الاستفزازيين في هذه المرحلة"، ولا سيما أن "المنطقة اليوم هي على صفيح ساخن، وأن الشرق يتفتّت"، كما يقول رئيس الحزب الاشتراكي.

 

تبدو مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي مطمئنة ومتفائلة. فهي تشير إلى أن "اللقاء مع الحريري، إن حصل قريباً، سيخرُج بنتائج إيجابية على الصعيد الرئاسي"، ولا سيما أن "الوزير وائل أبو فاعور كان قد التقى الحريري في المغرب، وبناءً على الاجتماع تم الاتفاق على لقاء الحريري وجنبلاط". وتقول المصادر إنه «لو لم تكُن الأجواء إيجابية لما اتفق على اللقاء من أصله". ومن المواضيع التي سيثيرها جنبلاط مع الحريري أيضاً "ملف سلسلة الرتب والرواتب، إذا سيحاول إقناعه بموقف السنيورة الرافض لها". بحسب المصادر، فإن "الحريري لا يرفضها، ولكن السنيورة هو من يعارضها بالمطلق، ولذلك حصلت نقاشات أفضت إلى صدور موقف كتلة المستقبل بأن السلسلة لا يمكن أن تُقرّ على ما هي عليه". كذلك سيتناول جنبلاط موضوع الانتخابات النيابية، إذ سيؤكد رئيس جبهة النضال أن "لا مشكلة في ما إذا كان المسيحيون يريدون إجراءها في موعدها، وفق قانون الستين، مع أن الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس للجمهورية".

 

يبدو النائب جنبلاط متشوّقاً إلى حصول اللقاء أكثر من الحريري، يلاقيه الرئيس السنيورة لسبب واحد: وقوفهما في جبهة واحدة ضد عون. الاثنان يعوّلان على حصول اللقاء الذي "سوف يؤدي إلى فتح باب الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، إذ سيضغط جنبلاط والسنيورة معاً على الحريري في هذا الاتجاه، وخصوصاً أن وجهة نظر جنبلاط تكمن في أن تأمين النصاب يصبح سهلاً بسحب ترشيح جعجع لمصلحة مرشح معتدل. وسيحاول جنبلاط أخذ موقف رافض لعون من قبل الحريري الذي سيبقى على حواره مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح إلى أن يقرر الأخير وقفه".