كلّ الدول تبرّأت من "داعش "ومن أفعالها وأدوارها في كل من العراق وسورية وكلٌ منها أدّعى على الآخر دعمه للجهاديين "الداعشيين " فالنظام السوري اعتبرها  ل "داعش "ارهاباً مُوجّهاً من السعودية وتركيا وقطر وهي من تقوم بدور المعارضة في سورية  وكذلك النظام في العراق والايرانيّون اعتبروها جماعات ارهابية تكفيرية مموّلة من المملكة العربية همّها تخريب سورية والعراق كما أنّ الولايات المتحدة وأتباعها من الأوروبيين اعتبروا دولة الشام والعراق تشكيل مموّل من القاعدة وهو ينفذّ أوامر الظواهري في هدم أمن دول المنطقة وتخريبها لتنشيط الارهاب فيها . السعودية من جهتها ومعها المعارضة السورية اعتبرت "داعش" منتوج سوري – ايراني تمّ صناعته وتعليبه لبيعه للغرب لاسقاط مشروعية الثورة السورية وسحب بساط التأييد الغربي من تحتها للاستفراد بها والقضاء عليها . اذاً نحن أمام واجهة كبيرة من الجهات المحلية والاقليمية والدولية المختلفة في ما بينها حول تحديد ماهية هذا الوليد الجديد لتنظيم أستطاع التغلب على أفرقاء الاختلاف في سورية والعراق ولم تنهيه أو تنهكه كلّ التدخلات الخارجية ومعها الجيشين الجرارين في سورية والعراق بل الغرب نفسه لم يقدّم حتى الآن معلومات كافية وشافية عن جهة احتلت العراق واستدعت مجلس الأمن للانعقاد وأوباما للحديث عن مستجدّات العراق ووكلاء السيستاني الى فتوى الدفاع عن العراق من الارهاب الوافد والقائم في العراق . منذ بداية الاهتمام بموضوع " داعش " وأنا مؤمن بضخامة مفتعلة لجهة يتمّ الاستثمار بها لغايات متعددة بمعنى أنها صنيعة الجميع من المذكورين وغير المذكورين ويتمّ الاتجار بها لتحقيق مكاسب سياسية ومكتسبات أمنية لصالح أفرقاء الاختلاف في سورية والعراق .ثمّة أسئلة تتكاثر يوميّاً حول ظاهرة "داعش" وولادتها السريعة رغم أن الظواهر تحتاج الى مراحل تاريخية لتبني ظاهرتها فكيف تتحوّل جماعة من المرتزقة الوافدة من كلّ فجّ جهادي الى جهة مسيطرة في سورية رغم تواجد الملايين من المعارضين  السوريين اضافة الى الجيش العربي السوري المُعدّ منذ الحركة التصحيحية لتحرير فلسطين فاذا به ينهزم أمام "داعش"  ومعه الروسي والايراني وهذا ما ينطبق على الجيش العراقي الذي استنزف الميزانية العراقية وخُبرات الولايات المتحدة بلباسه "المارينزي" الصحراوي فاذا به يتقهقر أمام لحى وشراويل "داعش" ويطلب من يريد التجديد لنفسه لولاية ثالثة الدعم من الولايات المتحدة والعالم أجمع ويسلح طائفة لحماية العراق من طوائف أخرى .

هل يعقل أن تسقط الدولة العراقية والدولة السورية من قبل أهل الكهف والرقيم من جماعات " القاعدة " الساكنة بطون المغاور والكهوف ؟ طبعاً سخافة التصوير الطائفي وحقارة العقل السلطوي تدفع بالكثيرين الى تصديق ما لا يُصدق والى الاستنفار التام للعصبيات الطائفية والمذهبية لتنمية شعور جديد من الاحتقان الاسلامي داخل صفوف الجماعة الحاضرة والجاهز الى انهاء ما تبقى من أمل في وحدة شكلية أسّس لها النصّ الديني. بتقديري أن ثمة أوراق تُمرّر داخل احتلال الموصل من قبل عراقيين وغير عراقيين وأن المسؤولية تقع أولاً وأخيراً على السلطة المسؤولة عن العراق والتي أمعنت في الاسراف بماله العام وبدمائه تلبية لرغبات حزبية وشخصية وطائفية والتزاماً بأجندات خارجية تلعب بملعب العراق بطريقة استثنائية أتاحت لهواة الانتحار الاستشهاد في الشعب العراقي .