نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية انّ زيارة جون كيري الى لبنان تهدف الى إظهار دعم الولايات المتحدة الأميركية له في هذه الظروف، خصوصاً لناحية مساعدته على مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين، حيث تتوقّع واشنطن أن تتفاقم، ما قد يُعرّض لبنان إلى أخطار جمّة.
 
وأضافت المصادر أنّ كيري سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين في عدد من المشاريع، من غير أن تستبعد ان يتناول البحث أيضاً مضمون القرار الذي اتّخذه الرئيس الأميركي باراك اوباما بالنسبة الى إقامة صندوق مشترك لمواجهة الإرهاب، خصوصاً أنّ لبنان احد اكثر البلدان المعنية بهذا الموضوع.
 
وأكّدت المصادر نفسها أنّ ملفّ انتخاب رئيس جمهورية جديد لن يكون على جدول أعمال المحادثات، إلّا أنّ كيري سيُذكّر مجدّداً بالموقف الأميركي الرسمي في هذا الملف، وسيشدّد كذلك على ضرورة الحفاظ على الإستقرار الامني والسياسي في لبنان.
 
وكشفَت المصادر أنّ كيري سيبحث ايضاً في عدد من المواضيع الإقتصادية، من بينها ملفّ الغاز، عقبَ انتهاء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الى جزيرة قبرص منذ نحو أسبوعين، حيث كان هذا الملف القضية الرئيسية، في الوقت الذي يُتوقّع فيه أن يتحوّل حوض البحر المتوسط المقابل لكلّ من إسرائيل ولبنان وقبرص إلى مركز لإنتاج الغاز، مع ما يعنيه هذا الأمر في النزاع السياسي والإقتصادي المحتدم مع روسيا والغرب.
 
كذلك، نقلَ المراسل عن مصادر الخارجية استغرابَها تسريب خبر زيارة كيري الخاطفة الى لبنان، في الوقت الذي كان يتوقع ان يكون وصوله الى مطار بيروت مُفاجئاً.
 
وتحدّث عن تباين في وجهات النظر بين المستشارين الذين يقدّمون النصح للوزير الأميركي، حول جدوى زيارته الى لبنان وأهمّيتها وتوقيتها، في ظلّ الشغور في سدّة الرئاسة اللبنانية وعدم وجود رئيس جمهورية، الأمر الذي قد يحمل البعض على تفسير الزيارة على غير حقيقتها، ويُترجم لدى البعض الآخر إعطاء الفراغ شرعية دولية واعتبار أنّ زيارة لبنان أمر ممكن ولو في ظلّ غياب رئيس جمهورية، خصوصاً أنّ الإدارة الأميركية تُدرك جيّداً أن لا إنتخابات رئاسية في لبنان الى أجل غير مسمّى، فما هي بالتالي أهمّية توجّه كيري الى بيروت إذا لم يتمّ بحث هذه القضية المفصلية؟
إلّا أنّ القرار حُسم في النهاية لمصلحة إتمام هذه الزيارة، الأمر الذي اعتبره البعض قُصرَ نظرٍ لدى بعض المخطّطين في وزارة الخارجية الأميركية».
 
 
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» إنّ زيارة كيري الى بيروت أضيفت أخيراً إلى جولته في المنطقة باقتراح من السفارة الأميركية في بيروت التي تسعى الى توفير الدعم لحكومة الرئيس تمّام سلام، تحصيناً لموقعها بعد الشغور الرئاسي في لبنان، والإسراع في إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب الآجال. وكشفت أنّ كيري سيتحدّث في مؤتمر صحافي ويسجّل موقفاً من الإنتخابات السورية.