مي عبود ابي عقل

بكل ثقة وجرأة اعلنت هيئة التنسيق النقابية امس "مقاطعتها الامتحانات الرسمية اسئلة، ومراقبة، وأسس تصحيح، وتصحيح".

وبكل شجاعة اعلن الاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية ان " لا وضع اسئلة، ولا امتحانات، ولا تصحيح حتى اقرار التفرغ".
والنتيجة واحدة: ضياع عام دراسي على أولادنا، ومن عمرهم، ومن جيوبنا.
هذه هي الطريقة الاسهل لكي ينال الموظفون والمعلمون، في القطاعين العام والخاص، حقوقهم. والضحية واحدة: اولادنا.
منذ فترة يعيش الطلاب وأهاليهم فترة اضطراب عصيبة، وحالة لا استقرار، باتت تنعكس سلبا على حياتهم وتصرفاتهم، نتيجة الحيرة والشك في اجراء الامتحانات الرسمية ام لا ، وانسداد الأفق امام ايجاد حل لأزمة سلسلة الرتب والرواتب ، ما يهدد مستقبلهم وجيوبهم على حد سواء.
اذا كانت هيئة التنسيق محقة في مطالبها، فقد باتت بهذه الطريقة " محقوقة"، وهي تتخطى حدودها في رسم مصير الناس ومستقبلهم، عندما تجعل مئات الالوف من الطلاب الثانويين والجامعيين ، رهائن السياسات الفاشلة وحفلات التكاذب بينها وبين الحكومات المتعاقبة.
اولياء التلامذة يعتبرون انه ليس مسموحا بأي حال من الاحوال، ان تتحول الحقوق التي تنادي بها الهيئة، الى وسيلة سوداء لغاية بيضاء. ليس بهذه الطريقة يكافأ الاهالي الذين "يبقون الدم" ويحرمون انفسهم، ليؤمنوا اقساط اولادهم، التي تحول بدورها الى رواتب للمعلمين. ويتوجهون اليها بالقول إن تحصيل حقوق الموظفين والمعلمين ، لا يعني ابدا ضياع عام دراسي كامل على الطلاب، وخصوصا صفوف الشهادات. ولو كنتم حقا تريدون الخير لأولادنا، لوجدتم وسائل اخرى لمتابعة " النضال"، ولما تمسكتم بالورقة الاضعف: الطلاب وأهاليهم.
لا ينفع تباكيكم على اولادنا، ولا يطمئننا ابدا تأكيدكم الاستعداد للتعويض عنهم، فبضعة ايام وفي عز الصيف، لا تعوض بتاتا عاما دراسيا كاملا قضيتموه على الطرقات، ولا يخفف من ضغط الاضطراب وعدم الاستقرار النفسي الذي نعيشه نتيجة الخوف من عدم اجراء الامتحانات، خصوصا لطلاب الشهادات الثانوية، وخصوصا اكثر لمن يراسلون الجامعات الاجنبية منذ ثلاث سنوات لحجز مقاعد لهم فيها، وها هي هيئة التنسيق تأتي لتقضي على احلامهم ومشاريعهم بسلاحها الضعيف.
لا تمنوننا بأنكم " تصححون وتجرون الامتحانات وتصدرون النتائج منذ ثلاث سنوات"، فهذا أقل واجباتكم تجاه طلابكم. ولا يفيد " تحميلكم المسؤولية الى المسؤولين والنواب" لأنكم بتم تتصرفون مثلهم غير عابئين فعليا، وليس كلاميا فقط، بمستقبل اولادنا، وتحرمونهم ادنى حقوقهم. فاذا كانت هذه غاية هؤلاء المسؤولين، فأنتم بمقاطعتكم المدارس والامتحانات، تنفذون رغبتهم.
اية حقوق هذه التي تطالبون بها على حساب اولادنا ومستقبلهم وسنين عمرهم ، وعلى حساب مالنا كذلك؟ انتم تنتقمون من طلاب الطبقات الوسطى والفقيرة التي تدعون المطالبة بحقوقها وحمايتها.
110 آلاف تلميذ مسجلون للشهادات المتوسطة والثانوية لهذا العام.
35 ألف تلميذ في التعليم المهني والتقني.
70 الف تلميذ في الجامعة اللبنانية.
هل يستحقون كل هذا الظلم؟ ماذا تريدون بعد؟
والسؤال: اين لجان الأهل؟ وماذا تفعل لحماية حقوق التلامذة وأهلهم على حد سواء؟ وكيف تقبل بتشريد اولادنا وضياع مستقبلهم؟ ام يقتصر عملها فقط على التوقيع على موازنات المدارس، وارتفاع الاقساط سنويا من اجل تسديد رواتب الاساتذة ودرجاتهم؟
يا هيئة التنسيق : مستقبل اولادنا خط احمر.. وليس مسموحا لكم تخطيه او تجاوزه.