منير الربيع المراوحة الرئاسية تستمرّ مكانها، اللقاءات والمشاورات تجري بين جميع الكتل والأفرقاء، لكن الجدار لم تخرقه  المحاولات، كل فريق ما زال على موقفه. تصدر إشارات من هنا وهناك تشير إلى إمكانية التسهيل، والإستعداد للتنازل عن بعض السقوف العالية في سبيل إنجاز الإستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، الضغط الدولي يفعل فعله لكن ليس كما يجب، البعض مستعدّ للتخلّي عن ترشيحه في سبيل الجمهورية، والبعض الآخر ما زال متشبثاً بموقفه، أنا أو لا رئاسة، هذه المعادلات لا تنفي وجوب إجراء لقاءات بين بعض المختلفين في الرؤى، لعلّ وعسى.   في السياق، عُقد لقاء بين وفد من حزب القوات اللبنانية وآخر من الحزب التقدمي الإشتراكي، تم خلاله البحث في أبرز مواضيع الساعة وعلى رأسها الإستحقاق الرئاسي. الجانب المهمّ في هذا اللقاء، هو كيفية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مصادر الطرفين تشدّد لـ"المدن" على أن "مسؤولية القوى السياسية اللبنانية بذل كل جهد لإنجاز الإستحقاق كي لا تطول فترة الشغور الحاصلة الآن، وهذه هي الغاية الأساس من اللقاء إضافة إلى استمرار التواصل، كذلك كان توافق على إنتخاب رئيس ملتزم بإعلان بعبدا الذي نتج عن طاولة الحوار برئاسة الرئيس ميشال سليمان، وبالتالي رئيس مؤمن بالدولة".    في المعلومات التي رشحت بعد اللقاء، أن المجتمعين لم يبحثوا في التفاصيل، بل كان تأكيد على الثوابت، لكن مصادر مشاركة في الإجتماع تشير لـ"المدن" إلى أنه "جرى البحث في مواصفات الرئيس وشخصيته، وأن يكون مؤمناً بالدولة وأجهزتها وملتزماً بالقرارات الدولية". تقول مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي إنهم طرحوا وجهة نظرهم فـ"هذه المرحلة تقتضي ترشيح رئيس توافقي يستطيع كسب أصوات من الطرفين، يستطيع بشخصيته التوافقية الحفاظ على الإستقرار والتوازن، نحن مقاربتنا واضحة، ونرى أن مرشّح اللقاء الديمقراطي هنري حلو الشخص المناسب لهذه الظروف".    بدورها، تقول مصادر القوات المشاركة في اللقاء لـ"المدن" إن "همهم الأساس هو إنتخاب رئيس موقفه واضح وحاسم ولا يفرّط بسيادة الدولة، في موضوع حزب الله نحن بحاجة إلى شخص يأخذ موقفاً حاسماً منه، ويتخّذ الإجراءات التي تمنع جرّ لبنان إلى صراعات لا علاقة له بها".    توقيت هذا اللقاء والموضوع المحدّد الذي بحث خلاله، يحمل إشارات معيّنة، قد تكون تمهيداً لإعلان شيء ما لم يحن وقته بعد، وربما سيبقى طيّ الكتمان إلى وقت مناسب، على قاعدة كل "شي بوقته حلو". يضحك النائب مروان حمادة عند سؤاله عن موقفه من ترشّح رئيس القوات سمير جعجع والنائب هنري حلو. يقول: لا فرق بين الإثنين قد نصل إلى وقت تجتمع أصوات الشخصين 
لصالح واحد.   يلتقي الطرفان على رفض بعض الأسماء المرشحة، كما هناك بذور إتفاق على أسماء أخرى، وفق ما تؤكده مصادرهما. فالرفض المطلق للنائب ميشال عون مشترك بينهما، كذلك رفض وصول عسكري إلى الرئاسة، لأن الساحة المسيحية لم تخل من المدنيين الأكفاء، يرفضون تكريس هذا العرف، هناك مرونة تعتري جوجلة الأسماء. هنا، تؤكّد المصادر ان القوات ليست ضد مبدأ التسوية بشرط أن تتوفر في المرشّح مواصفات ليست ببعيدة عن مبادئ ثورة الأرز، و"هم لا ينطلقون من مبدأ جعجع أو لا أحد". تضيف المصادر إن هذا الإستعداد يأتي في إطار بحث القوات عن مخرج رئاسي يصب في صالحها وليس ضد توجهاتها، في المقابل النائب وليد جنبلاط لا مشكلة لديه في الحوار والتنسيق مع القوات.   إشارات القبول بالتوافق أعلنتها القوات مراراً على لسان رئيسها الذي لطالما أكّد أنه غير متشبث بترشيحه بل المبدأ الأساس هو جوهر الرئيس ومواقفه، نظرة واقعية لمجريات الأمور قد تشير إلى شيء ما، هناك إشكاليات كبرى في البلد حلّها يحتاج إلى حوار لا صدام، كذلك هناك ظروف إقليمية معيّنة يجب التكيف معها والإنطلاق منها لحلّ تلك المعضلات. تنطلق القوّات من أهمية الحوار مع جنبلاط بعد انقطاع طويل. في المقابل، جنبلاط لديه مرشحه "القريب من 14 آذار" ولا يُمانع الاتفاق، حتى مع القوّات.

المصدر: المدن