لا تزال تأثيرات "انتفاضة الاستقلال - 2005" و"مخيم الحرية" في ساحة الشهداء تلك الأيام سارية المفعول بين حزبي التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية"، رغم البعاد بعد اعلان رئيس "جبهة النضال الوطني" الخروج الكبير من قوى 14 آذار ذات 2 آب 2009 اثر الانتخابات النيابية التي فاز بها التحالف السيادي تلك السنة.

بقيت القيادات الشبابية في الحزبين على اتصال ولم تصل الاختلافات في وجهات النظر يوماً الى سجالات صاخبة. اختلافات يمكن القول انها تنحصر في الموقف من "حزب الله". التقدمي الاشتراكي يعتبر أنه أمر واقع يتوجب التعامل معه على هذا الأساس والتوصل معه الى تسوية في كل المواضيع اذا كان ذلك متاحاً، أقله لابقاء الوضع الأمني مستقراً تحت السيطرة وتسيير أمور الدولة والناس. حزب "القوات" في المقابل يرى الى سلاح الحزب على أنه مسألة حياة أو موت للدولة اللبنانية ولا مساومة على رفضه، ولا حل الا في سياق "استراتيجية دفاعية" يؤيدها الاشتراكي ويتمسك بـ"اعلان بعبدا" تمسكاً مصيرياً، على ما أكد النائب جنبلاط في عمشيت الأحد 25 أيار، يوم التقدير للرئيس السابق ميشال سليمان.
مناسبة هذه الاضاءة لقاء عقد أمس في مكتب عضو الهيئة التنفيذية في "القوات"، ممثلها في أمانة 14 آذار ادي أبي اللمع في الضبية، هو "رد زيارة" من قيادة التقدمي التي سبق أن زارها في المصيطبة وفد قيادي "قواتي" قبل خمسة أشهر. ولعل مقدمة الأحاديث كانت من حرص الحزبين على الأجواء الايجابية والتعاون والتعايش في الجبل وكل لبنان، والرؤية المشتركة الى ما يجري في سوريا والموقف من النظام الحاكم فيها.
وفي الآتي خلفية وأجواء من الجانبين:
الجانب التقدمي عرض ظروف ترشح عضو "اللقاء الديموقراطي" نائب عاليه هنري حلو: ترشح يضفي طابعاً ديموقراطياً على العملية الانتخابية. المهم أن نطلع، لبنانيين، بسرعة من الفراغ الرئاسي. أن لا تنعكس السجالات بين أي طرف وطرف - اذا حصلت - توترات في الشارع. أن نفتح دوما آفاقاً للحلول. هناك جزء من الأزمة خارجي أكبر من لبنان يتعلق بالتطورات الاقليمية، وجزء آخر داخلي يتطلب متابعة الحركة، من خلال مجلس النواب، والمواظبة على الدفع في اتجاه انتخاب رئيس كي نتمكن من اقتناص الفرصة عند أول مناسبة. لا بد من الوصول الى تسوية.
الجانب القواتي: نحن منفتحون على الطرف الآخر (8 آذار) والجميع، وعلى كل الحلول. ولكن يبدو حتى اليوم أنهم يقفلون الأبواب والدروب في موضوع الرئاسة. الدكتور سمير جعجع أظهر ليونة ورغبة في الحوار. الفريق الآخر يريد التعطيل أقله في هذه المرحلة ويرفض أن يقدم أي شيء للحلحلة. ونحن أيضاً يهمنا استمرار الاستقرار والسعي في الموازاة الى تطبيق "اعلان بعبدا" الذي نؤيده مثلكم. مع فارق في الرأي بيننا، أن الاتيان برئيس – تسوية يعني أن يكون رئيساً ضعيفاً، والضعيف يسيطر عليه القوي الذي هو "حزب الله" بسلاحه وترسانته.
شارك في الاجتماع: الأمين العام للتقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، مفوّض الاعلام رامي الريس، الدكتور بهاء بو كرّوم والمحامي وليد صفير. من حزب "القوات" الى أبي اللمع الوزير السابق طوني كرم، مستشار رئيس الحزب لشؤون الرئاسة العميد وهبه قاطيشا، والمحامي ندي غصن.