رأت صحيفة "الوطن" السعودية أن "ظهور الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بعد نحو 48 ساعة من خروج رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان من قصر بعبدا وقيادة البلاد "عمدا" الى الفراغ، في توقيت الاحتفال بتحرير لبنان من قبضة إسرائيل، لا يتجاوز كونه محاولة لتغييب الشارع اللبناني عن الشعور بالانهزام أو اليقين به في سوريا، مقرونا بتعمد الحزب ومحوره 8 آذار عرقلة مشاريع الدولة، المتمثلة على أقل تقدير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي."

وأوضحت الصحيفة ان "احتفاء هذا العام خصصه نصرالله لرفع المعنويات، وحشد أكبر قدر من المتعاطفين مع الحزب الذي يعيش إفلاسا بعد دخوله أتون الصراع السوري"، لافتةً إلى ان "تمجيد تحرير لبنان وإنتصارات محور المقاومة، على حساب دم الشعب السوري هذه المرة فرض إذن أن تكون احتفالات التحرير هذا العام مقسومة على اثنين، "التحرير"، و"البطولات على حساب دم أكثر من 7 ملايين سوري ما بين مشرد وقتيل ومفقود"، مشيرةً إلى ان "تجيير تحرير جنوب لبنان للحزب ليس جديدا على السيد نصرالله، إلغاؤه تضحية كافة الشرائح اللبنانية بالمال والبنون من أجل الدولة أيضا معتاد عليه كل عام في مثل هذا التوقيت، الأمر غير المعتاد إصرار نصرالله على التمسك في الزج بلبنان بقتل السوريين وتصويره "الحقيقة المستحيلة" المتمثلة في انتصار النظام السوري على إرادة الشعب، فهذه نقطة ضعف، وليست قوة."

وأشارت إلى ان "الحزب يحارب بكل ما أوتي من قوة الشعور الشعبي بانهزام ما يعرف بـ"محور المقاومة" في مشروعه الأساسي، الذي اندثر ولم يعد يناسب الظرف الراهن في المنطقة، لا سيما بعد سقوط الأقنعة، ورمي لبنان كدولة في حضن المحور الإيراني"، مستغربة "الاعتراف الضمني بوضع السيد نصرالله نفسه وحزبه قائدا للبنان، قالها علنا "المقاومة تحمي الدولة والشعب والوطن والكيان والسيادة"، هنا صادق نصرالله من حيث لا يعلم على مقولة إن الحزب صنع دولة، داخل الدولة، وبات المتصرف الآمر الناهي، وإلا كيف لحزب يستطيع حماية لبنان بحسب رؤيته، ولا يمكنه في ذات الوقت، قيادة البلاد إلى الهاوية بشبح الفراغ؟"، لافتةً إلى "إنقياد حزب الله وسوريا إلى آمر واحد، بالتأكيد طهران." 

صحيفة "الوطن" السعودية