عن النشاط التعليمي والتثقيفي للداعية "فتح الله غولِن" داخل تركيا وخارجها تحدث أتراك أميركا المناهضون لأردوغان وخصوصاً بسبب ممارساته السلبية تجاههم في الأشهر الأخيرة، قالوا: "فتح غولِن مدارس في أفريقيا. وعنده مدرسة في مصر وفي أميركا مدارس. عنده في صورة إجمالية نحو 1600 مدرسة حول العالم، وعدد مدارسه في تركيا لا نعرفه بالتحديد لكنه كبير. وهي ليست روضات أطفال (Pree Schools) كي تضع الحكومة التركية يدها عليها كما زعم أردوغان، ووضع اليد هذا غير قانوني. تركيا دولة قانون وديموقراطية وستبقى كذلك. إذا كان هناك أي شيء ضد غولِن أو أي تهمة له أو لأي من مريديه فليلجأ أردوغان إلى القضاء، إلى المحكمة. إنهم يخافون القضاء لأنه لا يزال رغم كل شيء جيداً. طبعاً هناك فساد. وطبعاً أردوغان فاسد. لكنه شعبي وديماغوجي. يعرف كيف يخاطب الناس. حصل في الإنتخابات المحلية الأخيرة على أصوات كثيرة بحيث يمكن اعتبار حزبه الفائز فيها. لكنها كانت أقل عدداً من الأصوات التي نالها في الإنتخابات المحلية التي جرت قبلها بسنوات. لا يزال شعبياً وربما انتخب مرشحي حزبه مناصرون لفتح الله غولِن. لكن ذلك لا يعني انه يستطيع أن يفعل ما يريد. غولِن ليست عنده "أجندة" سياسية ولا يعمل في السياسة. يعمل في التربية والتدريس والتثقيف والدين ويعيش في بنسلفانيا (أميركا). إنه عالم وواعظ أحياناً ويعطي دروساً. أهدافه محاربة الجهل والفقر وعدم وحدة المسلمين والمقصود هنا الناس. وهو يكرِّس عمله لتحقيقها. عدد الأتراك الأميركيين أو المقيمين في أميركا نحو 500 ألف شخص. حركتنا يموِّلها رجال مال وأعمال أتراك من داخل تركيا وخارجها، وفي أميركا تكثر التقديمات والتبرعات الصغيرة التي يقدمها افراد عاديون". ماذا عن علاقة أردوغان وغولِن؟ وكيف انتقلا من التحالف والتعاون المثمر إلى الخلاف فالصراع؟ سألتُ. أجابوا: "أردوغان كان أساساً مع نجم الدين أربكان الإسلامي التركي الذي أسس أكثر من حزب إسلامي، والذي تولى رئاسة الوزراء في إحدى المرات. وإسلامية أربكان راديكالية إلى حد ما. وهي بقيت في خلفية أردوغان الإسلامية عندما انفصل عنه وأسس حزب العدالة والتنمية مع آخرين. كان رئيس بلدية اسطنبول ونجح في إدارة أعمالها وفي تحقيق إنجازات. أسس حزبه ثم فاز وإياه في الإنتخابات. لم يحصل يوماً لقاء شخصي بين أردوغان وغولِن. كما لم يحصل إتفاق سياسي بينهما. لكنه (أي أردوغان) بدأ يزايد إسلامياً إلى أن تأكد بعد زيارته مصر أن الفرق كبير بينه وإسلاميي تركيا من جهة وإسلاميي مصر من جهة أخرى". سألتُ: هل لموقف كل منهما السلبي من الجيش التركي دور في التفاهم بينهما؟ أجابوا: "الإثنان عانا من الجيش. أردوغان سُجِن، وبسبب اندفاع تركيا في السعي إلى الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتدخُّل المحكمة العليا فيه تمكَّن من الخروج من السجن وتابع ممارسة السياسة فصار رئيساً للوزراء. غولِن أيضاً حاربه العسكر في بلاده وربما سُجِن. نعتقد أن روائح الفساد الذي غرق فيه أردوغان وأزلامه في حزب العدالة والتنمية دفعته إلى الإنقضاض علينا (جماعة غولِن) لأنه اعتقد أننا نصفِّي حساباتنا معه أو أننا نريد تنحيته. أراد على الأرجح أن يكبِّر الحجر كي يقول للأتراك أن غولِن سيهزمه وكي يستنهضهم للدفاع عنه، فقال إننا سرّبنا أخباراً وأفلاماً ووثائق عن الفساد. لكن غولِن أكدَّ أكثر من مرة وهو صادق أن لا علاقة له بتحرّك القضاء ضد الفساد الذي طاول أردوغان عبر عائلته وأنصاره، وهو التحرُّك الذي كشف وفضح الفساد. وهو يطلب إحالة كل هذه الاتهامات على القضاء فإما يبرِّئه أو يجرِّمه". سألتُ أخيراً: هل من مجال في رأيكم لمصالحة بين أردوغان وغولِن؟ أجابوا: "غولِن يقول إذا سمّاك البعض كلباً أي إذا أهانك يمكن مواجهته بكلام هادىء وحسن. أي لا تردّ على الإساءة بالإساءة أو العنف بالعنف. لكن ذلك (أي المصالحة الممكنة) يحتاج إلى وقت".
ماذا في جعبة "إيرانيي نيويورك"؟
بدأ هؤلاء اللقاء بشرح وجهة نظر إيران في الأزمة السورية وما يحيط بها، قالوا: "في سوريا نظام قوي وجيش قوي يحظيان بدعم شعبي، وقد نجح في البقاء في السلطة رغم أن الإرهابيين التكفيريين أتوا إلى سوريا بعشرات الآلاف ومن كل مكان في العالم بغية محاربته وإسقاطه".
ما هو الموقف الفعلي لإيران من نظام الأسد؟