لا تعني مشاركة نواب تكتل "التغيير والاصلاح" في جلسة الخميس المقبل النيابية، في حال تمّت، أنّ الرئيس العتيد سيسلك طريق بعبدا في اليوم نفسه، فحقيقة المشهد بحسب ما يصفه مصدر سياسي مطلع أنّ كلمة السر لم تصل بعد الى بيروت لا لانتخاب العماد ميشال عون ولا سواه، وكل ما يحصل في هذه المرحلة هو حراك علني لاشغال الوقت المستقطع في وقت ما زال فيه البازار الحقيقي يجري في كواليس مراكز القرار الدولي.
ويرى مصدر مواكب للاتصالات الجارية على هذا الصعيد أنّ المملكة العربية السعودية ليست هي صاحبة القرار الحاسم لابلاغه الى حلفائها في لبنان، إنما هي صلة وصل لا أكثر ولا أقل والمطلوب منها هو ابلاغ الرسائل والعمل بمضمونها، وهذا يسري أيضًا على اللاعب السوري. ولفت المصدر إلى أنّ القرار النهائي والحاسم هو بيد الثنائية الروسية الاميركية وهو سيأتي من ضمن سلة تضم تسوية على صعيد المناطق الملتهبة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا على حد سواء.
وفي معرض شرحه للواقع ولسيناريو المرحلة، كشف المصدر المطلع أنّ تيار "المستقبل" ينتظر اللحظة السياسية المناسبة ليبني على الشيء مقتضاه، موضحًا أنّ ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو من باب المناورة المفروضة على التيار من قبله ومن دون استراتيجية موحدة ولا خطة عمل مبرمجة تأتي بمرشح من الفريق الاذاري.
ورأى المصدر أنّ مصلحة التيار تتعارض مع واقع رئاسي يمثله جعجع لعدة أسباب أبرزها أنّ المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الحرب السنية الشيعية المشتعلة في العالمين العربي والاسلامي انطلاقًا من العراق مرورًا بسوريا وليس انتهاءً في البحرين وفي سائر الدول هو تبريد الجبهة وليس إشعالها عبر انتخاب خصم لـ"حزب الله" الذي يشكل بيضة قبان الحرب هذه وضابط ايقاعها، وهذا لا يمكن ان يحصل مع رئيس لا يهضم المقاومة ولا يريد التحاور معها بل الخوض معها في حرب كسر عضم لن تنتهي حتما لا لمصلحة الرئاسة ولا للتيار السني الداعم لها.
وفي هذا السياق، يكشف المصدر أنّ الاتصالات بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" لم تتوقف منذ أشهر عديدة، بل على العكس تمامًا فإنّها تتسع أحيانًا لتشمل أكثر من ملف داخلي ضاغط، ومع ذلك فإنّ اتصالات الأمر الواقع بحسب الوصف لا يمكن أن تصل إلى أيّ مكان على اعتبار أنّ القرار ما زال في الخارج والكلمة الفاصلة تعود الى مكان آخر، فـ"المستقبل" المتصل سياسيا وعضويا ومعنويا بداعميه الخارجيين يبدو غير متحمس لاحقاق صفقة بمعزل عن هؤلاء لاسيما انه يعرف تمامًا أنّ أقسى ما يمكن أن يحصل عليه في هذه المرحلة وما بعدها هو رئاسة الحكومة، وذلك في ظلّ وجهة نظر تدعو إلى الاسراع في إنجاز الصفقة على اعتبار أنّ ما يمكن الحصول عليه اليوم قد لا يكون كذلك بعد اسبوع خصوصًا أنّ المشهد السوري يوحي وكأنّ الامور تسير باتجاه تحقيق المطالب الايرانية السورية.