المجلس الثقافي للبنان الجنوبي  المؤسسة الثقافية الأنشط في لبنان وهو جزء كبير من تاريخ وحاضر لبنان الثقافي , استطاع الصمود على مدى خمسين عاما كانت حافلة بانجازات ثقافية وفنية رائدة في العمل الثقافي في لبنان .
المجلس الثقافي للبنان الجنوبي يحتفل هذه الأيام بيوبيله الذهبي وسط المزيد من العطاءات الثقافية والادبية التي أغنت ولا تزال الساحة الثقافية والأدبية في لبنان .
الأمين العام للمجلس الأستاذ حبيب صادق الذي احتضن المجلس واحتضنه منذ سنوات طويلة , قامة ثقافية كبيرة ما زالت حاضرة بقوة ترفد المجلس بالطاقة والعطاء وبنفس شبابي غير منقطع ما زال حبيب صادق الحاضر الأبرز في استمرار المجلس وتطويره .
موقع لبنان الجديد تحدث إلى الاستاذ حبيب صادق عن معاني اليوبيل الذهبي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وعن الرسالة التي يحملها المجلس بعد خمسين عاما من العطاء اللا محدود .

اليوبيل الذهبي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ماذا يعني ذلك للاستاذ حبيب صادق  ؟.
إن اليوبيل الذهبي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي يعني أمورا كثيرة لا حصر لها نختار منها ما يلي :
1 . إنعاش الذاكرة العامة لقيام هذا المجلس عام 1964 .
2 . إستعادة ما حصل خلال هذه السنوات الطوال بصورة مختصرة لأن المجلس قد أعد أربعة مجلدات ضخمة تتضمن تفاصيل النشاطات التي قام بها المجلس خلال نصف قرن لذلك بامكاننا أن نضع هذه المجلدات بين أيدي من يرغب للوقوف على مسيرة المجلس الثقافية خلال تلك الفترة الطويلة .
3  . ويعني أن نعمل على تطوير المجلس في ضوء ما قدم المجلس من نشاطات متنوعة تتوزع على محاضرات وندوات والامسيات الشعرية والمعارض التشكيلية والحفلات الغنائية والموسيقية إضافة الى طبع الكتب بحيث أن المجلس تمكن لتاريخ اليوم من إصدار 82 كتابا تتمحور حول قضايا وطنية وبشكل خاص قضية الجنوب باعتبارها رمزا للقضية الوطنية وتتمحور حول شؤون الثقافة الوطنية .
4 .  العمل على تحقيق المزيد من المخطوطات العاملية ونشرها بين الناس والمجلس قد وفق بتحقيق وطبع 19 مخطوطة لتاريخ اليوم وهو يأمل أن ينجز المزيد من المخطوطات وفي هذه المناسبة نتمنى على أبناء الجنوب أن يساعدوا المجلس في هذا الشأن ليضعوا بين يديه ما يتيسر من هذه المخطوطات المتوفرة عند أبناء الجنوب الغيارى على تراث الجنوب الادبي والفقهي والتاريخي .

خمسون عاما على الصمود , ما هي اهم عوامل صمود واستمرار المجلس الثقافي للبنان الجنوبي؟
لا شك في أن السنوات الخمسين على تأسيس المجلس كانت حافلة بالاحداث الجسام والغزوات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان إنطلاقا من جنوبه ,فهذا الواقع شكل صعوبات جمة أمام المجلس الثقافي ,وفي مواجهة ذلك كله تمكن المجلس من الصمود بشكل ثابت دون أن يضعف أو يكل نشاطا , وانتقل المجلس بمقره الى بيروت متوقيا الاخطار الاسرائيلية على جنوب لبنان بحيث كنا في الجنوب كثيرا ما نحدد مواعيد لنشاطات ثقافية كأمسيات شعرية وندوات أدبية ومعارض تشكيلية فنواجه بالاعتداءات الاسرائلية قد سبقتنا الى تعكير الاجواء ووضع استحالة أمام التنفيذ من هنا كان المبرر الاساسي لانتقال المجلس الى بيروت وحتى في بيروت تعرض المجلس لمخاطر جسيمة اضطرته أن ينتقل من مكان الى مكان ليبقى على صموده وقدرته في استمرار نشاطه دون انقطاع مثلا كان المقر الاول في المجلس يقع في راس النبع فجاءت الحرب الاهلية وأوقعت مقر المجلس بين ايدي الفصائل المتقاتلة فوضعت اليد عليه ونهبت كل محتوياته من مكتبة الى لوحات فنية الى منشورات حتى ارشيف المجلس قد نهب , فانتقلنا من راس النبع الى  برج ابي حيدرهذا المكان الذي نقيم فيه الآن ,وحتى في هذا المكان بالذات قد تعرضنا لعدوان آخر ولوضع اليد على مقرنا وما استعيد إلا بعد نهب الكثير من محتوياته خصوصا ما كانت تتضمنه المكتبة من مخطوطات وكتب قديمة , وامام كل هذه المخاطر وكل هذه الإعتداءات بقي المجلس ثابتا صامدا دون انقطاع .

لماذا اتخذ المجلس الهوية الجنوبية فقط ؟ علما أنه جدير بان يكون على مستوى لبنان  ؟
ليس صحيحا ان المجلس الثقافي للبنان الجنوبي اتخذ الهوية الجنوبية فقط لا غير , إن المجلس يحمل في عنوانه إسم الجنوب وهو فخور بذلك إنما هويته الحقيقية هي الهوية الوطنية اللبنانية والهوية القومية العربية لذلك فإن كامل نشاطات المجلس الثقافية والاجتماعية تعبر عن الهوية الحقيقية فإن الكثر من نشاطاته الثقافية كانت تعبر عن الهموم الوطنية العامة وفي رأسها الهم الجنوبي ليس لتأثر جهوي إنما لكون الهم الجنوبي كان يمثل الهم الوطني بكل أبعاده وذلك في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي لم ينقطع عنه , وتمسكا بهويته الوطنية اللبنانية عقد المجلس علاقات زمالة وصداقة مع الهيئات الثقافية الناشطة في عموم لبنان وقد تمكن في التعامل مع الهيئات الانشط بإقامة تجمع الهيئات الثقافية في لبنان . صحيح أن هذا التجمع لم يطل عمره كثيرا بسبب بعض الحساسيات والتوجهات السياسية لكن المجلس ما زال لتاريخ اليوم على علاقة وثقى مع الهيئات الثقافية الأنشط في لبنان وفي رأسها الحركة الثقافية مع انطلياس والنادي الثقافي العربي ودار الندوة في بيروت  وهذا في الشأن الوطني اللبناني وأما عربيا فقد تيسر للمجلس أن يقيم علاقات وطيدة مع هيئات ومؤسسات ثقافية عربية كثيرة وتأسيسا على هذه العلاقات عقد المجلس ندوات ومؤتمرات ادبية وفكرية في كل من سوريا والعراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب الإمارات العربية المتحدة وغيرها .
وأبعد من الشأن العربي كان المجلس على علاقة مع بعض الهيئات الثقافية الدولية وتأسيسا على ذلك وسع المجلس أن يقيم ندوات فكرية وادبية في كل من مدريد وبرشلونة في أسبانيا وبرلين الغربية قبل انهيار جدار الفصل وفي إيطاليا وكندا  .

ما هي الرسالة التي يحملها اليوم الاستاذ حبيب صادق في احتفالات اليوبيل الذهبي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ؟
إن الرسالة التي يحملها المجلس في احتفالات اليوبيل الذهبي تتضمن عناوين كثيرة منها على سبيل المثال :
 دعوة المثقفين الشباب في الجنوب خاصة و في لبنان عامة إلى المشاركة في أعمال المجلس الثقافية لكي يطور المجلس نفسه بقدرات الشباب الناضجة والطموحة  , كمان من معاني الرسالة أن تتطور العلاقات بين المجلس والهيئات الثقافية والوطنية اللبنانية والعربية بنحو عام , كما يمكن ان نضع من عناوين الرسالة دعوة بصيغة تمني على أدباء وشعراء الجنوب بخاصة ولبنان بعامة إلى التآزر ودعم الهيئات الثقافية ومنها المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ذلك لأن هذه الهيئات الثقافية قامت وتستمر بدعم و مساعدة أجيال الأدباء والشعراء والفنانين والموسيقيين في لبنان .
ويبقى أخيرا هناك تمني من القلب موجه إلى السيدات والآنسات للإنخراط في العمل المجلسي تطويرا لقدراتهن وتعزيزا لقدرات المجالس والهيئات الثقافية التي يأتي في مقدمها المجلس الثقافي للبنان الجنوبي  .

حاوره كاظم عكر