عن سؤال: هل الحكم بالإعدام على 523 مواطناً مصرياً من ضمن المبالغات التي اشرتم إليها؟ أجاب "مصريو واشنطن"، قالوا: "قد يكون في ذلك شيء من المبالغة، وكل يوم يمكن أن تحدث أمور تنطوي على مبالغة غير مطلوبة في إظهار التأييد للسيسي أو العداء لـ"الاخوان المسلمين". والانتقادات التي تصدر في محلها أحياناً. لكن ما لا يعرفه المنتقدون وخصوصاً الأميركيين منهم أن حكم الإعدام في مصر صعب لأن شروطه صعبة، وأن العودة عن الحكم بإعدام الـ523 المذكورين أعلاه قد تحصل. قد يكون القاضي الذي أصدر قرار الإعدام قد اتخذه عن اقتناع أو عن هوى سياسي أو عن انتقام أو عن تزلُّف للسيسي. مصر ستتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر فيها وستجتازها وإن كانت تحتاج إلى وقت لذلك. الموضوع الاقتصادي مهم. لكن السعودية تحاول مشكورة المساعدة ريثما يكتمل تشكيل النظام الجديد وتالياً بدء تفاوضه مع جهات ومنظمات دولية عدة حول آلية معينة للمساعدة".
سألتُ: ماذا عن علاقة مصر بأميركا؟ يقال أن الإدارة في واشنطن لا تمانع في المساعدات التي تقدمها السعودية إلى مصر لأنها تخفف عنها أعباء مهمة. أجاب: "العلاقة الأميركية – المصرية مليحة أي جيدة. ليست كارثية وإن كانت تظللها أحياناً غيوم. في أميركا الليبراليون ضد الوضع الجديد في مصر الذي يسمونه الانقلاب على الرئيس "الاخواني" مرسي، وذلك لأسباب عدة يتعلق معظمها بالحرص على حقوق الإنسان وعلى الحريات. اليمينيون فيها مع النظام الجديد، الذي يشكَّل حالياً. الأميركيون إجمالاً يعودون حالياً إلى التمسك بهدف مهم أو إلى اعتباره الهدف الأهم في الشرق الأوسط وهو الاستقرار. ولا يعني ذلك بالضرورة الاستبداد والديكتاتورية أو التغاضي عنهما والترويج لهما". علّقتُ: سمعت أن وزير الدفاع تشاك هيغل قرر أن لا يبحث مع الرئيس أوباما في موضوع مصر على رغم علاقته الجيدة بالمشير السيسي "مؤسس" النظام الجديد فيها ومهندسه. ردّ: "ربما ولكن سبب ذلك ليس الخوف وإنما معرفة هيغل أن أوباما ديموقراطي، وأن الليبراليين يشكلون القاعدة الانتخابية الأكثر أهمية له ولحزبه. ربما ينتظر أوباما الانتخابات واكتمال المؤسسات بنتيجتها لاستئناف البحث مع مصر، علماً أن الكلام بينهما أي الحوار مستمر. السفير المصري في واشنطن على اتصال دائم بالبيت الأبيض، وهناك الآن في مصر (بداية نيسان – إبريل) وفداً أميركياً يبحث في كل القضايا. المساعدات الأميركية لمصر لا تُمانِع إدارة أوباما في متابعة تقديمها. لكن يلزم مثلاً التفاوض على ذلك. المساعدات العسكرية أمر يمكن تسويته مستقبلاً، علماً أن جيش مصر لم يتسلَّم الطوافات المتفق عليها لمحاربة الإرهاب على رغم أنه يحتاج إليها في سيناء. كن متأكداً أن العلاقة المصرية – الأميركية ستبقى جيدة".
ماذا عن الانتخابات الرئاسية المصرية؟ سألتُ. أجاب: "سيترشح حمدين صبّاحي. وهو ربما يحصل على أصوات ناصريين و"إخوان مسلمين" وإسلاميين آخرين. لكن هل ينجح؟ نحن نستبعد ذلك، علماً أنه قد يحصل على نسبة جيدة من الأصوات. لكن السيسي سيحصل على أكثر مما حصل عليه في صورة غير مباشرة قبل مدة أي على أكثر من أربعة ملايين صوت. هناك أحزاب ليبرالية وغيرها قد تحصل على ثلاثين في المئة من أصوات ناخبي أعضاء مجلس النواب. على كل لا بد أن ننتظر لنرى ماذا ستفعل التيارات الإسلامية بعدما انفضَّ معظمها عن "الاخوان المسلمين"
هل تضرب إسرائيل سوريا ولبنان؟ سألتُ. أجاب: "إسرائيل ينفعها الوضع الراهن في سوريا. وهي ربما تفضِّل بقاء الأسد. لكن ذلك صعب، ومساعدتها له تؤذيه، والاقتتال الدائر فيها يلغي تهديدها لإسرائيل لعقود عدة مقبلة، حتى في لبنان من تضرُب؟ "حزب الله"؟ أنه متورِّط في حرب داخل سوريا ولن يضربها من لبنان. عدد قتلاه في سوريا كبير. طبعاً وضعت إسرائيل خطوطاً حمراً، واجتياز "حزب الله" لها يدفع إسرائيل حكماً إلى شن الحرب عليه أي على لبنان معه".
وأنهى "مصريو واشنطن" كلامهم بفلسطين، فقالوا: "الحال ليس ماشياً بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ بدلاً من أن يكون هدف المفاوضات بينهما التوصل إلى حل نهائي صار وضع "اتفاق إطار" ثم تحوّل إلى اتفاق على تمديد التفاوض بعد انتهاء مدته في أواخر نيسان الماضي، وحتى ذلك لم يحصل حتى الآن على الأقل".
ماذا في جعبة أتراك نيويورك عن بلادهم وعن وضعها في الأمم المتحدة وعن علاقتها مع أميركا؟