تحدَّث "مصريو واشنطن" عن الأوضاع داخل مصر، وعن علاقاتها مع أميركا، قالوا: "الوضع المصري يتّجه نحو الاستقرار. طبعاً هناك صعوبات، لكن الأمور تتقدّم. هناك نظام جديد يتشكَّل، المهم أن يكون إصلاحياً. قد لا يكون ديموقراطياً، أو قد لا يكون مطلوباً أن يكون ديموقراطياً على النمط الغربي، لكن المهم أن يكون إصلاحياً في السياسة والإدارة والإقتصاد، وأن يفرض الأمن والاستقرار. ويبدو حتى الآن أن هذا ما يجري الإعداد له. والجنرال السيسي يبذل كل جهده في هذا السبيل، وحوله مجموعة من المستشارين الأكفياء، غير العسكريين. المهم أن يهتم بالإقتصاد، وأن يوجد فرص عمل، وأن يكافح الفساد، وأن يوفّر الأمن". قلتُ: سمعت في العاصمة الأميركية أن "الاخوان المسلمين" المصريين يشكّلون من 20 إلى 25 في المئة من شعب مصر. ولمست خشية من تحوّل هؤلاء إرهابيين، أو غطاء للإرهاب، إذا عاملهم النظام، الذي يُشكَّل في مصر، كإرهابيين، وخصوصاً بعدما صنّف الذين يبنونه "الاخوان" منظمة أو جماعة إرهابية. ردّوا: "هذا الكلام فيه الكثير من التبسيط. "الاخوان" حالة موجودة، وكانت مسيطرة على التيار الإسلامي بكل أطيافه. بعد الذي حصل في أثناء وجودهم في الحكم، تم إخراجهم منه. ولم يعودوا بسبب ذلك وأمور أخرى قادرين على استقطاب الإسلاميين كلّهم على تنوّعهم. عندهم الآن طلاب الجامعات وطلاب المدارس، وهؤلاء مستمرون في المشاغبات. لكنهم إذا تابعوا هذا العمل، فإنهم سيسقطون في دراستهم وفي امتحاناتهم، ويدمّرون مستقبلهم. ولذلك فإن قسماً منهم بدأ يمتنع عن المشاغبة. فضلاً عن أن الأكثرية الطلابية التي لا تشارك في التظاهرات "الاخوانية" تصبح ضد "الاخوان". على كل حال، الانتخابات الرئاسية المصرية "جاية"، أي آتية. وسنرى كيف سيتصرّف الإسلاميون عموماً وخصوصاً "الاخوان" فضلاً عن أكثرية الشعب. هذه الأكثرية مع السيسي، ليس كشخص، ولكن لأنه يؤمّن الاستقرار. في سيناء حقّق نجاحات مهمة، ويبدو انه سيحقق نتائج أكبر. وفي مصر يحقق تقدماً، الناس يعملون ويسهرون، والنساء تقدن سياراتهن حتى ما بعد منتصف الليل. طبعاً، لا يعني ذلك أن مصر (باستثناء سيناء) لن تشهد بين الحين والآخر عمليات اغتيال شرطي وتفجير وما إلى ذلك. فقطار الأمن والاستقرار قد وُضع على السكة". علّقتُ: المهم ان يكون النظام الجديد مؤمن بالحريات، وأن يفسح في المجال أمام تأليف أو تأسيس أحزاب جدية، وأمام الاحتجاجات الشعبية. عهد الرئيس الراحل عبد الناصر لم يشهد انتخابات أو بالأحرى انتخابات حرة. وعهد خلفه الراحل ايضاً أنور السادات، تم اختراع أحزاب لم تُقنِع الناس. وتابع خلفه المخلوع حسني مبارك احترام تعددية الأحزاب، واستغل "الاخوان" ذلك كي يظهروا حجمهم الشعبي، فضربهم (أي مبارك). لا بد من حرية إعلام في مصر، حتى لو كان انتقادياً. باسم يوسف يبدو نموذجاً لرفض النظام الجديد الذي سيتشكل في مصر، والذي يبدو ان السيسي سيكون على رأسه، الانتقاد وحريته. علماً أن هناك أحاديث أميركية عن أن السيسي يريد أن يشاغب على أميركا، وأن يعود الى "قيادة" العرب أو محاولة السيطرة على دولهم، وأن يتوجّه إلى أعداء أميركا في العالم، أو على الأقل منافسيها، مثل روسيا والصين. وعلماً أيضاً أن ظروف اليوم غير ظروف العقود الماضية، وهي قد لا تتيح له تحقيق كل المذكور أعلاه. رد "مصريو واشنطن": “معك حق. ظروف اليوم مختلفة، والرجل (السيسي) ليس كما تصوّره الأحاديث التي أشرت إليها. لم يعد هناك تأميم في العالم. طار الاتحاد السوفياتي، وتم تخصيص الشركات والقطاعات فيه، وفي دول "الكتلة الشرقية" سابقاً. باسم يوسف ينتقد السيسي فقط، ويشمل بجزء من انتقاداته الحكومة. وفي الفترة الأخيرة، بدأ ينتقد زملاءه الإعلاميين. وعندما أوقف برنامجه، كان السبب تعرُّضه للقناة التلفزيونية التي تشغّله وتعرض برنامجه. على كل حال، في مصر مبالغة يمكن ملاحظتها في مواقف مدافعة عن السيسي مثلاً، من دون موافقته. فضلاً عن أن حملات مؤيدة له تسيء إليه، في حين أن هدفها دعمه. إذ أنها تتسبب بانتقاده من جهات أخرى. مثلاً الحكم بإعدام 523 شخصاً ينتمون إلى "الأخوان المسلمين" الذي أصدرته محكمة مصرية، بعد جلستين انعقدتا خلال يومين فقط، أثار العالم كله".
هل تنطبق المبالغة التي أشرت إليها على هذا الحكم؟