رين بوموسى

 

في الصفوف الأولى يلّقن التلامذة في درس التربية الوطنية نظام الجمهورية اللبنانية، ولكن ماذا يعرفون عن رئيس جمهوريته؟ سألت "النهار" عدداً من الأولاد تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة، فاليكم تعريفهم للرئيس ومهامه؟

دانا (13 سنة) عند سؤالها عن رئيس الجمهورية ، اجابت: "لا أعرف"، لكن سرعان ما بدأت "تتذكر" دوره "هو المسؤول عن البلد والشعب". وفي نظرها، ينبغي أن يكون الرئيس قد تلقى أفضل دراسة وأن يحب وطنه وشعبه.
الاهم ان دانا لا ترى فرقاً إن كان رئيس الجمهورية درزياً أو شيعياً أو مسيحياً أو سنياً، "هو شغلتو يجمع الطوائف ليكونوا متساويين".
تحلم دانا بالكرسي الرئاسي، "اذا صرت رئيسة جمهورية رح ساعد لبنان وسأعمل كي يزدهر أكثر وأكثر، كما أنني سأضع مخططاً كي تقف جميع الجرائم".

ابنة الصف الخامس لينا "بدها تخلي لبنان جنة"، اذا وصلت للرئاسة التي تندرج ضمن أحلامها الكثيرة. اكتفت لينا بعرض بعض المسؤوليات التي ينبغي أن يتحملها رئيس الجمهورية: "لازم يساعد لبنان ويخلّي حلو". وتشير تلك الفتاة ذات الشعر الأسود والعينين السوداوين الى أن الرئيس ينبغي أن يكون في مستوى أكثر من جيد كي يدير لبنان ويمنع نشوب الحروب فيه والخلافات بين اللبنانيين.
أما محمد الذي يعتقد ان رئيس الجمهورية يمكن أن يكون من أي طائفة كانت "ما بتفرق"، فعبّر عن سخطه وانزعاجه في حال كانت الرئاسة حكراً على طائفة واحدة "أكيد بحلم انو صير رئيس". ورأى محمد أنه على رئيس الجمهورية ان يحافظ على بلده ويساعد الفقراء. ويقول: "اذا صرت رئيس بدي ساعد الفقراء، بدي يعم السلام ويبطل في انفجارات، بدي غيّر لبنان...". أحلام محمد تخطت قدرته وقدرة الرئيس الحالي حتى.

أما بول (10 سنوات)، فبرأيه أن رئيس الجمهورية "يقرر مصير لبنان". وهو يرى ضرورة بقاء الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان. ويرى أنه في الظرف الحالي لا يمكن لأي رئيس أن يقوم بمهامه الرئيسية وهي "حماية لبنان". ويستدرك قائلاً "يمكن البلد أحسن بلا رئيس جمهورية".
لا يحلم بول بالرئاسة، الا أنه يقول ان في حال وصوله الى سدة الرئاسة "لازم أكيد كون أحسن بكتير من كل رؤساء جمهورية لبنان، ليصير البلد أحسن".
يؤكد بول ان الرئيس ينبغي أن يكون بمستوى علمي أكثر من جيّد و"طبعاً لازم يكونوا عملينلو امتحان تيشوفو كفاءته"، مضيفاً: "انا بقول انو الرئيس لازم يكون مسيحي". يتابع بول الأخبار أحياناً، ويلفت الى أنه في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية "بصير في فراغ وبصير كل البلد فلتان".
لا يوافق ايفان، بول الرأي، "رئيس الجمهورية يمكن أن يكون من أي طائفة كانت... نحنا بلد متعدد الطوائف". عند سؤاله عن مواصفات الرئيس، تذكر ايفان بعض الأفكار التي قرأها في صف التربية، "لازم يكون لبناني منذ أكثر من 10 سنوات، وأن يكون حاصلاً على أهم الشهادات". وفي رأيه، أن مهام الرئيس هي الحفاظ على لبنان وبيئته وسلامة المواطنين.
"الرئاسة" هاجس كل ماروني، ويبدو أنها حلم أولاد لبنان الذين تعلموا في كتب التربية والتاريخ القليل عن واقع لبنان الحقيقي. يرسمون وطناً في أحلامهم وصلاحيات ليست موجودة على أرض الواقع. وطن هؤلاء الصغار سيمسي بلا رأس في الأيام القليلة المقبلة.. فأهلاً بـ"الفراغ"، ووداعاً لاحلام الصغار والكبار!