كُثر في لبنان ينتظرون فوز بشار الأسد في انتخابات رئاسة الجمهورية السورية، أو ما تبقى منها

الموعد: 3 حزيران 2014. بعدها وقبلها، يستطيع المرشحون إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية العظيمة، عبر الرهان على براميل النظام البعثي، أن يرهنوا حملتهم الإنتخابية، بسير الأمور في سوريا. أكثر من مُرشح، خلف الكواليس، ينتظرون. لا بل بدأوا يعدون العدة من أجل شبك معركتهم بالمعركة في سوريا

مع كُل برميل يسقط، ومنطقة تهادن، ومعركة تنتهي، يفرح هنا كُثر. بالدماء قد تكون الطريق إلى المقعد الكبير في لبنان الكبير. هذه المرّة، لا دماء في بيروت أو في مُخيّم للاجئين أو غيره. هناك في سوريا ما يكفي لمعركتين رئاسيتين، في بلدين شقيقين بالقوّة، بالحديد والنّار. في بلدين شريكين، كما يراهما هؤلاء، بمحاربة الإرهاب. وللإرهاب تعريفه: كُل ما يمنع البقاء في السلطة أو الوصول إلى السلطة

قبل أيّام، كانت بروفا صغيرة لما يُمكن أن تكون عليه الحال في 3 حزيران. في النبعة، نزل شبان متحمسون ليجولوا في شوارع المنطقة حاملين صور الرئيس الأبدي بشار الأسد. أهازيج وأفراح ببقاء القائد في موقعه. وبانتصار مزعوم لحلف يمتد من طهران إلى بيروت. صامد في إيران، ومُستسلَم له في لبنان. موكل بالعراق، وصانع بطولات في سوريا على حساب السوريين، وبدمائهم وماضيهم وما بنوه لمستقبلهم المُعلّق على حبال الأمل الغائب إلى حين لا يبدو بقريب

في لبنان، مُرشحون إلى رئاسة الجمهورية، "سوا" مع المرشح إلى استمراره في استباحة سوريا ومن فيها. بعضهم، أو أحدهم، زار سوريا منذ أيّام. لماذا؟ بطبيعة الحال هي وحدة المسار. يعتقدون أن الأيّام لم تتغيّر، وأن وصولهم إلى بعبدا لا بد أن يمرّ من قصر المهاجرين، كما كان يحصل زمن وصايتهم، وما بعدها مع  من خلفهم ليكمل الوصاية بطريقته. 3 حزيران، هو الموعد المفصلي. يفوز قائد الممانعة، ويترك لمن يواليه في المحور اللبناني أن يصل إلى حلمه الرئاسي. الأحلام اللبنانية، أو بعضها، لا تزل تبدأ وتنتهي على وسادة نظام البعث. ما تحت الوسادة لا يعنيهم. واقعها لا يعنيهم

زيارة سوريا مرّت. احتفالات محدودة على استفزازها، مرّت أيضاً. سيناريوهات تُرسم في الغرف المُغلقة. من يرسمها على قناعة بأن النظام السوري لا يزال هو المؤثر. لا يرى أن هذا النظام، سلّم مفاتيح سوريا إلى إيران ومن يُمثلها عسكرياً في جبهات القتال السوري. الأسد، يخوض في أيّام قليلة مُقبلة، معركة "الاحتلال" الإيراني في بلاده، وسينتصر طبعاً، لكن بأدوات مغايرة تماماً عمّا كانت في السابق. لا يرى بعض المرشحين، الكمّ المتغيّر. من يرى، يريد، تحت ضغط الإستحقاق، أن يستثمر في علاقته مع الأسد، كي يتوسط له من أجل خوض معركة تثبيت الوصاية الإيرانية أيضاً في لبنان

"سوا"، شعار الأسد في معركته المنتهية أساساً. "سوا"، شعار مُسترئسين لبنانيين يعقدون الأمل على ماضي النظام وما كان قبل العام 2011. هناك، الشعار يبدو مُنسلخاً عن الواقع، لرئيس حالي وأبدي حتى لو انتهت سوريا، أو انتهى الشعب، أو عادوا إلى أقبيته وهذا خيال. هُنا، حالمون بأن يكون الشعار، والمعركة، معبراً لهم، من حساب الدم السوري اليوم، واللبناني بالأمس، كي يكونوا رؤساء، على الطريقة القديمة، رؤساء بأقل لبنانية مُمكنة، وبأكثر تبعية للبعث، ولمن يحكم البعث اليوم. وهو بالتأكيد، ليس بشار الأسد

في البلاد، التابعة والمتابعة للحريق السوري، هناك من يعتقد أن الأسد قد يُمسك بيده، وينطلق به من قصر المهاجرين إلى قصر بعبدا، عبر حمص أو يبرود، قد يكون أيضاً عبر عرسال.. من يوقف أحلامه