التقى السفير الاميركي ديفيد هيل شخصيات من قوى 14 آذار في منزل منسق الامانة العامة فارس سعيد. أراد هيل أن يقول للآذاريين: لستُ راعي ميشال عون. ردّوا قائلين: أعطونا الرئاسة


شرّع منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أبواب منزله للنقاش أمام السفير الاميركي ديفيد هيل وممثلين عن القوى الآذارية أول من أمس. الصورة التذكارية أعادت الى الأذهان لقاءاتهم بالسفير السابق جيفري فيلتمان الذي كان يبدو كقائد أعلى لهذا الفريق.
ربما تكون هذه الشخصيات اليوم في حاجة الى لقاءات كهذه تُذكّرها بتلك الايام، خصوصاً أن هيل «فاتح» على كل الأطراف، وخاصة التيار الحر، حيث اللقاءات بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل لم تنقطع، وكان آخرها يوم أمس.
وعلى رغم محاولة أعضاء الأمانة العامة التقليل من أهمية لقاءات التيار العوني مع المسؤولين الاميركيين والسعوديين، بيد أن الهم يسكن عقول رجال «ثورة الارز» من إمكانية أي اتفاق مع العماد ميشال عون على رئاسة الجمهورية. لذلك، تلقّف سعيد طلب هيل للقاء، فدعا النواب مروان حمادة، دوري شمعون، ستريدا جعجع، أنطوان سعد، النائبين السابقين سمير فرنجية وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، والمهندس ريمون معلوف، ومعهم أيضاً كان ميشال عون، ليس العماد بل المطران، راعي أبرشية جبيل التي ينتمي سعيد اليها، إضافة الى مطران بيروت بولس مطر.اللقاء الذي تبعته مأدبة غداء، كان ملف الرئاسة الطبق الأساسي فيه، الى جانب الأزمة السورية. يقول أحد أعضاء الأمانة العامة إنه كان واضحاً من طلب السفير لقاء هذا الفريق «أن في جعبته ما يريد مشاركتنا إياه». في الشكل هناك رسالة أراد إيصالها في اتجاهين؛
فبعد أن «اتُهم هيل بالتسويق لعون، أراد السفير اللقاء، وبهذا الشكل، ليقول لعون قبل غيره إنه غير صحيح أن الولايات المتحدة تعمل في اتجاه واحد». الرسالة الثانية، بحسب المصدر نفسه، التي أراد هيل إيصالها هي «أنه يلتقي مع جميع مكونات 14 آذار من أجل التأكيد على انفتاحه على الجميع وعدم تحديد اسم الرئيس المقبل». وقد تقاطعت رغبة السفير مع شخصيات 14 آذار التي أرادت أن تقول للأميركيين إنها «تستطيع أن تجتمع وتتكلم لغة واحدة، رغم التنافس الانتخابي. هدفها أيضاً كان أن تؤكد أن مرشحها واحد للرئاسة، وهو حتى الساعة رئيس حزب القوات سمير جعجع».
شرح الآذاريون بالتفاصيل رؤيتهم للاستحقاق، فأكدوا أن «مسألة الانتخابات بالنسبة إلى فريقنا لا ترتبط بشخص، ولكن جعجع يعبّر عن مبادئ 14 آذار ومشروعها». وشددوا على أنه «لا يجوز العودة في الموضوع الرئاسي الى مرحلة تسبق ثورة الأرز، بل يجب إيصال مرشح من فريقنا». وهذا الطلب، بحسب الآذاريين، «لا يوضع في خانة التحدي أو الابتزاز، هذا حقنا الطبيعي». وانطلقوا من هذه النقطة لينفوا أن يكون وصول مرشح ينتمي الى فريق سياسي سيؤثر سلباً في الوضع السياسي والأمني، «وأكبر دليل عندما انتقد الرئيس ميشال سليمان المقاومة ووصفها بالخشبية، كيف أن الوضع استمر طبيعياً في البلد». هناك ضرورة، بحسب هذا الفريق، أن يأتي مرشح من صفوفه «يضع الركائز الأساسية للدولة، وهذه المسألة لا يجوز المساومة عليها». لم ينسَ الفريق الآذاري أن يفتح نيرانه على فريق الثامن من آذار الذي «يريد ابتزازنا بالفراغ، عبر طرح معادلة عون أو لا رئيس». وكان هذا الحديث مدخلاً ليعرب هيل في اللقاء عن خوفه من الفراغ، مستفسراً من المطرانين عن صحة طرح الكاردينال بشارة الراعي لبقاء سليمان في موقعه كرئيس تصريف أعمال، فأوضحا له أن لبنان «يتألف من مجموعة طوائف، والفراغ في الموقع المسيحي الاعلى في الدولة يعني أن المسيحيين خرجوا من المعادلة، وهذا أمر غير مقبول. بكركي ليست مع التمديد كفكرة، ولكن تصريف الأعمال انطلق من صيغة العيش المشترك للبنانيين، والهدف منها تشكيل نوع من الضغط كي لا نخسر هذا التعايش».
يقول المصدر الآذاري إن أهمية اللقاء، إضافة الى كونه يضع قوى 14 آذار في إطار الصورة مجدداً، «أنه استطاع جمع أناس لديهم عدة وجهات نظر بتناغم تام».