تشير تسريبات ومعطيات الى ارتفاع حظوظ الوزير السابق جان عبيد في الوصول الى سدة الرئاسة الاولى، ربطاً بهمس يجري في الصالونات الضيقة عن اتفاق كبير على الرئاسة الاولى ومناصب أخرى تشملها الصفقة، كمنصب قائد الجيش واستحقاق الانتخابات النيابية.

في المقابل، ثمة من يراهن على وصول العماد قهوجي بعد الفراغ، ربما لاننا اعتدنا قادة الجيش أمام كل استحقاق. لكن آخرين، وربما من موروث ثقافة ترئيس العسكريين، يجزمون بأن حظوظ العماد ميشال عون هي الأقوى ، خصوصاً في ضوء ما يتردد عن تقارب وانفتاح بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر"، ربطا بتقارب دولي – اقليمي متوقع. وثمة من ينتظر دخاناً أبيض دمشقياً يؤذن بانتصار كبير للنظام على خصومه، مما يعبّد طريق قصر بعبدا أمام رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه. وهكذا يبقى مرشحو 14 آذار، من الحكيم الى الأمين مروراً ببطرس حرب
وغيرهم، على رصيف الانتظار.
كل هذه التوقعات والرهانات على عالم الغيب لا تعدو كونها مضيعة للوقت، لان الواضح حتى الان ان لا نية لإجراء الانتخاب، ولا اتفاق بعد على أي اسم.
لسوء الحظ، أصبحنا في وطن ينتظر المنجمين والمبصرين وقارئي الأكف، لعلهم يعرفون اكثر من السياسيين الذين لا حول ولا قوة ولا قرار لهم، لان مركز القرار ليس عندهم.
ولعلّ الأدهى والذي يثير الغضب ويدعو الى الدهشة، هو الغياب المتمادي للشعب اللبناني وصمته المطبق حيال استحقاقاته الوطنية الكبرى، وكأنها لا تعنيه من قريب او بعيد. فهو لم ينطق بكلمة واحدة عندما تم نحر الديموقراطية امام عينيه عبر تأجيل الانتخابات النيابية، والتمديد للمجلس، بذريعة الاوضاع الامنية. تماماً كما لا يبدي اليوم حراكاً حيال الاستحقاق الرئاسي .
وفي المقلب الآخر من المشهد اللبناني السوريالي، ثمة "يوم الزحف"، و "يوم الغضب" للمطالبة بسلسلة رتب ورواتب مجهولة التعريف والمصير، ما بين مطالب محقة في أكثريتها، واقتصاد عالق في سوء ادارة من جهة ، وإهدار للمال العام من جهة أخرى، وكلها أمور لا تسمح بتأمين موارد لتغطية نفقات السلسلة . والنتيجة موظفون ومعلمون وعسكريون وتلامذة يدفعون الثمن، وأضرار فادحة تضرب المصالح والمؤسسات وهيبة الدولة.
في هذه الاثناء يكتفي اللبنانيون بتوقعات البصارين: جان عبيد؟ جان قهوجي؟ ميشال عون؟ سليمان فرنجية؟ سمير جعجع؟ أمين الجميل؟ زياد بارود؟ روبير غانم ؟ بطرس حرب؟ نسأل ونتساءل ونتناقش، لكن ننسى ان نسأل أنفسنا: لماذا نحن محرومون حسن سير الحياة الديموقراطية؟
ولماذا نترقب وننتظر لقاء بين السعودية وإيران، وحلاً للأزمة السورية، او مفاوضات نووية ايرانية - أميركية؟
لماذا ؟ لماذا نقبل ونرضخ ونصمت؟