تمهّل مسؤولون وساعون الى رئاسة الجمهورية في التفاؤل بامكان إحداث اختراق في الحائط المسدود امام اجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي ليل 24 – 25 من الشهر الجاري، بعد الاستعداد الذي أبداه وزير الخارجية الامير سعود الفيصل في رسالة خطية الى نظيره الايراني محمد جواد ظريف يدعوه فيها الى زيارة الرياض لان هناك "رغبة في اعادة التواصل (...)". إلا ان ظريف لم يجب عن رسالة سعود الفيصل بعد، استنادا الى ما أعلنه الاخير. وعزا مصدر ديبلوماسي عربي ردا على سؤال لـ"النهار" تريث ظريف في التجاوب مع دعوة نظيره السعودي الى انه لم يمر على ارسالها ثمانية أيام وهو يريد أن تكون المحادثات صريحة وجادة ومنتجة، وهذا ما دفع وزير الخارجية السعودي الى الغاء الاجتماع غير العادي لمجلس وزراء الخارجية العرب لعقده الاثنين في 12 من الجاري (أول من أمس) والذي كان مخصصا لدرس التطورات السياسية والانسانية والعسكرية والأعداد الضخمة للضحايا في سوريا، ولاتخاذ موقف عنيف من النظام ومهاجمة ترشح الرئيس بشار الاسد ومن يدعمه لاعادة انتخابه رئيسا لسوريا.

ولم يخف المصدر انه مطلع على الاتصالات التي كانت تجرى بعيدا من الاضواء، بواسطة وزير خارجية دولة خليجية تربطها علاقة جيدة بالسعودية وايران. وذكر ان جدول اعمال المحادثات السعودية – الايرانية المتوقعة في وقت ليس ببعيد في الرياض، لم ينجز في شكل نهائي. ولفت الى ان ظريف كان قد طلب زيارة المملكة بعد تعيينه في مركزه منذ أشهر، ولم يتجاوب معه الفيصل، مع التذكير بأن المسؤول الايراني كان قد زار أربع دول خليجية خلال كانون الاول 2013، الاولى هي الكويت في 2013/12/1 والثانية الامارات في 2014/1/24، ثم أكمل جولته في كل من قطر وسلطنة عمان. ومن منتدى دافوس في سويسرا أعرب عن استعداده لزيارة المملكة وقال ان بلاده لم ترسل عناصر من "حزب الله" ليقاتلوا في سوريا . كما ان السعودية غير راضية عما تعتبره "تدخلات" لطهران في كل من العراق واليمن والبحرين، وجميع تلك الدول محاذية للسعودية. والمملكة غير مرتاحة الى نتائج الاتفاق المرحلي المبرم بين ايران والدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا، والذي نص على تجميد البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.
وعدّد المصدر الخلافات بين السعودية وايران، فذكر ان التوتر بين البلدين بدأ عام 1979 منذ نشوء الثورة الاسلامية في طهران، لكنه تصاعد مع اندلاع المواجهات بين النظام والمعارضة السورية ودعم طهران للنظام فيما المملكة تدعم المعارضة السورية، وله مآخذ أخرى على طهران، ويدعوها الى "الاسهام في استقرار المنطقة ولا تكون جزءا من مشكلة التدخل في المنطقة".
ويعود تريث هؤلاء، وفقا للمصدر نفسه، الى ان الفيصل عينه، جاهر بأنه لم يتلق أي جواب مباشر من ظريف حتى الآن، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الامين العام لجامعة الدول العربية على هامش الدورة الاولى لأعمال "المنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان"، الذي استضافته السعودية وافتتح أعماله الفيصل أول من أمس ليوم واحد.
وخلص الى ان زيارة ظريف للمملكة ستحصل بعد أيام معدودة من مفاوضات فيينا، وأن طهران حريصة على اعادة الاجواء الايجابية بين الدولتين، وأن الانتخابات الرئاسية في لبنان ستكون على جدول محادثات الفيصل – ظريف، علما ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يزور الرياض، بحث امس مطولا مع الفيصل في سبل انجاح انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، وسيكمل البحث اليوم الاربعاء مع السفير الاميركي ديفيد هيل في قصر بسترس.