فشل فريق الرابع عشر من آذار من كسب معركة الرئاسة لصالح مرشحه قائد القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع واستطاع فريق الثامن من آذار العمل على توهين الانتخابات من  جهة  وعلى  التعطيل المدروس للجلسة الثانية من جهة ثانية ساعياً في ذلك الى سحب أسماء منفّرة من التداول والضغط على تيّار المستقبل لاعتماد مرشح من طينة مختلفة عن طينة الحكيم . ولم يكن تحفظ قوى الثامن من آذار عن طرح اسم مرشحهم للانتخابات الرئاسية الاّ من باب الضرورة على تفاهم مسبق يؤدي وبحرص من طرف في 8آذار على أن يكون الجنرال عون قسمة التفاهم والرئيس المحظوظ بمقعد رئاسي يرضي مسيحيّ 8آذار ويعيد لسعد الحريري رئاسة الحكومة . اذاً ثمّة مقايضة في نفس المتمسكين برئيس التيّار الوطني الحرّ وهم يرون الظروف ناضجة للاستثمار خدمة لتحصيل مطمع ومطمح عون الأخير , ويبدو أن رهان هؤلاء منطلق من زحمة الأحداث السياسية ومن بينها ارتفاع منسوب الخوف المسيحي من رياح التغيير العربي والتي أصابت برأيهم المجموعة المسيحية , وضرورة الاستعاضة عن ذلك بمكافأة خاصة تعطي المسيحيين في لبنان رئيس ماروني قوي مُشخص بالجنرال ميشال عون . ومن بينها سيطرة المحور الذي أسهم فيه الجنرال وبقوة من خلال تأييده للموقفين الايراني والسوري ومساندته ايّاهما في كل ازمة ,على الوضع اللبناني والتحكم بمساره السياسي والأمني . ويعتقد المتفائلون من حواريّ المسيحي عون أن حزب الله وفي  ثبات موقفه على ضرورة اختيار رئيس يؤمن بخيار المقاومة اشارة واضحة على تمسك الحزب بشريك رئاسي أثبت صدق التزامه بخيارات المقاومة طيلة العقد الموقع بين حزب الله والتيّار الوطني ولم يخذل المقاومة لا في السرّ ولا في العلن كما فعل أصدقاء المقاومة قبل أعدائها . ويعتبر أهل التيّار أن حزب الله لا يستطيع الهروب من رئاسة عون وهذه المرّة ستتولد حسابات جديدة اذا ما تخلى الحزب عن شريك وفيّ لم يخذله أبداً وقرر أن يكمل صفقته مع المستقبل على حساب طموح عون وفرصته الأخيرة بحلم رئاسي طال انتظاره . واذا ما تحقق ذلك ودفع حزب الله بكامل قوته لتحرير معركة الرئاسة من أعداء المقاومة وآمّن لعون طريق الوصول الى قصر بعبدا , يكون حزب الله قد انتصر في أمّ المعارك اللبنانية , وأتاح للجنرال , أن يكون رئيساً لفخامة المقاومة لا الجمهورية.