لايزال العسكر في الجزائر دون عقل سياسي يُذكر,  ويقومون باستخدام الجزمة في ادارة البلاد بحيث أوصلوا العباد الى الافلاسين الاقتصادي والاجتماعي بعد تشظ سياسي خلق مناخاً أمنياً مفتوحاً على العنف . لقد استطاع عبد العزيز بوتفليقة اعادة الأمن الى الجزائر في مرحلة صعبة من تاريخ الأزمة الدموية ما بين العسكر والاسلاميين والابقاء على محاصرة السلطة من قبل الطغمة العسكرية وعلى أزمة  اقتصادية مشتعلة لم توضع لها الحلول المناسبة لتصحيح مسارها المنحدر نحو الهاوية . اذاً تلقف بوتفليقة كرة الأمن وهدأ اللاعبين في ملاعب تخريب الجزائر بمساعدة  فرنسية واسلاميين أغراهم الرئيس في سلطة تتسع لمشاركتهم اذا ما تعاملوا بالحسنى مع مبادراته  لوضع حد للاختلاف السياسي ونتائجه الأمنية .

آنذاك كان بوتفليقة في مرحلة عمرية مناسبة لدور فعّال في مرحلة تاريخية جزائرية صعبة , وكانت الاعتبارات الأمنية تخبأ الكثير من العيوب السياسية من تزوير الانتخابات الى الفساد بأشكاله كافة باعتبار أن المستحيل الأمني يتطلب مستحيلاً سياسياً يسهم في تحسين شروط الدولة التي باتت مفقودة بسبب الانقسام الحادّ مابين  موالين للاسلاميين وآخرين موالين للعسكريين الذين وجدوا في بوتفليقة شخصية المرحلة المطلوبة . لقد راكم الرئيس الجزائري تجربة مرةّ على مستوى التأسيس لبنية سلطوية جديدة اذ بقيت الأجهزة الأمنية والعسكرية مسيطرة سيطرة كاملة على السلطة ولم تفلح محاولات خجولة من قبل تيّارات مدنية داعية الى خلع البذلة العسكرية عن جسد السلطة . لا شك بأن الشبكات المستفيدة من حكم العسكر قدّ التفت حول الرئيس الجزائري وحولته الى علامة مضيئة في تاريخ الدولة الجزائرية . لذا أندفعت هذه الشبكات خلف ترشيح الرئيس بوتفليقة  وتثبيته رئيساً وان كان مُسناً وعاجزاُ ولا قدرة له على تحريك دولاب عربة مرضه . بالاضافة الى وضعه العقلي وامكانية أن يكون حاضراً وبكامل قواه العقلية لادارة شؤون الحكم . لا شك بان انتخابات الجزائر اليوم ونتائجها مهزلة عربية فاضحة لأنظمة عفنة تسيء لشعوبها من خلال أنماط الحكم وسُبُل الوصول الى السلطة والمجيء بأشخاص عاهات لقيادة بلاد تحتاج الى رجال من صنع النّاس لا من صنع المخابرات . لقد أخطأ العسكريون مجدداً في خيار التجديد للعاجز بوتفليقة وكأن بطون الجزائريّات لم تلد بعد من بامكانه أن يكون رئيساً , لهذا تمسّكت الثورات العربية بالرئيس التاريخي لأنه صورة غير مُكررة وشخصية لا يمكن استنساخها, لذا يبقى الرئيس  رئيساً الى الأبد  .