بدأ أداءً سياسياً ملفتاً تجاوز فيه مراحل من الأدائية الخطابية المثقلة بهواجس التخوَف من جهات تبدو في الشكل مخيفة الاّ أنها في المضمون مجرد زبائن سياسية تبحث عن أستثمار في السلطة لا خارجها . فبعد موجة من العنف الحزبي أدرك حزب الله أن عنفه في غير مكانه ومع غير أهله لأن خصمه لا يملك مواصفات الخصومة ولا سمات العداوة الكفؤة فبعد كرّ وفرّ في العلاقات المتأسسة على تأزّمات بين حزب الله وتيّار المستقبل وعدم ثقة متبادلة أسهمت في  نشأة علاقات أضطرارية نجحت في المحطّات الكبيرة وفشلت في التفاصيل الصغيرة وتدهورت باخراج المستقبل من رئاسة الحكومة .. بغض النظر عن سجالات المستقبل - حزب الله يبدو أن التسوية بينهما في موضوع الحكومة السلامية مفتوح على أبعاد أخرى . من الاستحقاق الرئاسي الى علاقة جدية وغير مشروطة تُطيح بكل الملفات والعناوين المختلف عليها بما في ذلك ملف المحكمة الدولية . الجديد في العلاقة الجديدة أن حزب الله وعى  حاجة المستقبل للسلطة لأنها الرئة التي يتنفس منها والوسيلة المسكتة له عن كل ما يتصرفه الحزب في الداخل والخارج فأعطاه جُرعة مطلوبة وبذللك أدخل المستقبل في المسؤولية الايلة الى ضمانات في الأمن  وكانت التدابير المتخذة في طرابلس تحديداً تعكس سياسة المستقبل المسترشدة بتعليمات حزب الله . اذاً نحن أمام صحوة سياسية جعلت من حزب الله حزباً قائداً للبنانيين على أختلاف ألوانهم ومشاربهم من خلال توظيفهم السياسي لحساب السلطة القائمة على أشتراطات القوّة المتمثلة بحزب الله . لقد نجح الحزب في لمّ اللبنانيين داخل وعاء السلطة خدمة لمصالح الدولة الملبية لطموحات تتجاوز حدود أفرقاء يبحثون عن تحاصص ولا يُدركون أهمية ما يجري في سورية ودول أخرى من محاصصة أقليمية لا مكان فيها الآ لشركاء مساهمين وبقوة في أحداثها ونتائجها . من هنا برز حزب الله في مواقفه وأدواره الجديدة كقوّة ملازمة للدولة في أعادة أنتاج نفسها وفق مسوغّات وأبعاد متحركة بآلة أمنية وبمسؤولية سياسية مفتوحة على حكومة شراكة قادرة هي الأخرى على لعب ادوار ووطنية معالجة لشؤون الفوضى الناشئة من خلال الانقسام السياسي وتصاريح الطعن بوطنية أفرقاء التخاصم  في لبنان.من هنا لم يعد باستطاعة أحد من هجوميّ وانتحاريّ الرابع عشر من آذار الاشارة أو الاماءة الى حزب الله كدويلة بديلة أو قائمة على حساب الدولة . بعد أن فتح مشروع الدولة على مصراعيه ومن مداخل أمنية وكانت ضمانته لترتيبات الخطّة عنصراً   أساسياً في النجاح لمسألة كانت مستحيلة .فهل يبقى حزب الله مسيطراً على الواقع السياسي في لبنان ؟ ان قوة حزب الله  رصيد يكبر باستمرارداخل الدولة ويمنح السلطة ما يشعرها بوجودها كمسؤولة عن تطبيق سياسات داخلية تحفظ لها تجربتها . في الاستعادة  للدور المفقود .