تبدو الأسماء المتداولة والمرشحة لرئاسة الجمهورية للعرض فقط باعتبار أن السجلات الشخصية للمرشحين من الموارنة لا تساعد أصحابها على ملء مقعد يحتاج الى اسم نظيف من الدماء والمال العام والى نزاهة ومصداقية غير متوفرة في مجموعة متنقلة الأهواء والمصالح ومجردة من أيّ بعد يجدد الدولة المترهلة أو يعيد لها بعض ما فاتها من أمل في مستقبل سياسي مفتوح على مشروعات وطنية وغير طائفية أوصلت البلاد والعباد الى ما بعد الهاوية . تجربة الجنرال في الحكومة الانقلابية العسكرية غير مشجعة لأحد من الحلفاء وقبل الخصماء له على منحه رئاسة لا تُقاد بنزعة عسكرية ولا بالعودة الى الوراء لاسترجاع سلطة مارونية غابنة كما أن اصطفافه الجهوي لا يؤهله للعب دور غير فئوي أو وسطي باعتباره شرط أساسي لرئاسة غير متطرفة لجهة من جهتيّ الانقسام . ولا أحد ينسى مدفعه الذي هزّ بيروت والضاحية تحت عنوان اخراج الجيش السوري من لبنان , ولا فراره المضحك من قلب المعركة عندما اشتدّ وطيس الحرب بواسطة موكب فرنسيّ . كما أن الحكيم المثقل بحروب الماضي ومآسيها وبنزعة  قوّاتية  دموية نالت من المسيحيين قبل المسلمين وبتاريخ حافل بالاجرام وبالشعارات المتطرفة يحفظه له الجميع رغم أن الجميع شركاء في ما ارتكبه حزب القوّات الاّ أن لعنة الماضي الأسود لا تلاحق الاّ الحكيم وان غيّر من مسلكه السياسي ونأى عن مشروع مسيحي قومي ونادى بقيام دولة مدنية عادلة يتساوى فيها اللبنانيّون من مسلمين ومسيحيين . وبالتالي هو ركن أساسي في جهة سياسية غير نافعة لادارة البلاد والعباد بطريقة الاستفزاز الذي لا مكان له في رئاسة لا تُبنى على حساسيّات سياسية . ان حلم سليمان فرنجية بوراثة جدّه في الرئاسة قديم جدّاً ولم تحققه له الظروف التي كانت مساعدة على ذلك في مراحل الوصاية السورية فكيف يمكن لظروف اليوم أن تسهم في جعل الوهم بالحلم ممكناً في بلد العجائب . رغم أن  كفّ الزحلاوي  يقرأ بطريقة مختلفة عن كفيَ الجنرال والحكيم الاّ أنه ابن ماركة سياسية خاصة جدّاً في الاصطفاف الحادّ من جهة وفي هويته السورية من جهة ثانية . اذاّ نحن أمام مرحلة رئاسية يستهلك فيها اللبنانيّون استحقاقهم وعلى طريقتهم الخاصة ريثما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من رئاسة الجمهورية