استهجن وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج ما أسماها "الهمروجة" التي أطلقها "حزب الله" على رئيس الجمهورية ميشال سليمان "خصوصًا وأنّ الأخير لم يكن يتوجه للحزب مباشرة في خطابه الأخير"، مشدّدًا على أنّ مواقف الرئيس الأخيرة أكبر دليل على أنّه يرفض تمديد ولايته.
ولفت دو فريج، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الرئيس سليمان وفي خطابه الأخير "وضع النقاط على الحروف أمام الشعب اللبناني ورسم خارطة طريق لأي رئيس سيأتي من بعده، لجهة وجوب الالتزام بالدستور اللبناني وباعلان بعبدا الذي توافق عليه كل الفرقاء اللبنانيين".
وقال: "السجال الحاصل بين حزب الله والرئيس اكبر دليل أنّه لا يسعى لتمديد ولايته كما يتهمونه، والا كان جهد لارضاء فلان وعلتان".



إعلان بعبدا أكبر من بيان وزاري
واعتبر دو فريج أنّ "التصريحات الحالية والحملة التي تُشَنّ ضد الرئيس إن كان من قبل "حزب الله" أو رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" تعقّد الأمور بما يتعلق بعمل اللجنة الوزارية المولجة صياغة البيان الوزاري"، مستغربًا اتهام الرئيس سليمان بضرب أيّ توافق على البيان المنتظر. وقال: "الرئيس لم يضع الزيت على النار فموقفه كما أنّ موقفنا من البيان الوزاري وغيره من القضايا المبدئية معروف حتى قبل تشكيل اللجنة الوزارية".
ورأى دو فريج أن أيّ تقدّم بعمل هذه اللجنة مرتبط كليا بـ"الضوء الأخضر الذي لا يبدو أنّه قد وصل بعد لقوى 8 آذار"، ولفت إلى أنّ "إعلان بعبدا بات أكبر من بيان لوزاري لحكومة لا يتعدى عمرها الاشهر الثلاثة، وهو أصبح لدى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي وكل المحافل الدولية".

 

نحتاج لسنوات لإعادة الثقة بلبنان
وأسف دو فريج لاضطرار الوزراء الاكتفاء بتصريف الاعمال بانتظار نيل الثقة، وقال: "كنا نتوق لحكومة جديدة تعيد تسيير عجلة الدولة وأمور المواطن، والاهم تعيد الثقة بلبنان وحكوماته والتي فقدت في الفترة الماضية".
ولفت الى "وجود ثقة ولكن محدودة من قبل منظمات المجتمع الدولي بعدما تم تخييب أملها أكثر من مرة"، واضاف: "لزمتنا سنوات طوال للحصول على هذه الثقة وقد فقدناها بايام معدودة، والآن قد يلزمنا سنوات طوال لاعادة الثقة بلبنان الى سابق عهدها".

 

الفراغ غير مسموح
وتطرق دو فريج للاستحقاق الرئاسي، فشدّد على وجوب التعاطي مع انتخاب رئيس الجمهورية "كما يتم التعاطي مع انتخاب البابا او البطريرك وبنفس الأهمية"، آملا ان يكون هناك اكثر من مرشح للرئاسة فتجري انتخابات ديمقراطية في كنف مجلس النواب، "فلا يتحول هذا الاستحقاق لمجرد عملية تعيين لمرشح توافقي".
وقال: "لا شك أنّ أيّ رئيس يتوجب أن يحظى بدعم عربي ودولي ولكن لا شيء يمنع أن يكون هناك أكثر من مرشح وتتم عملية التصويت ويفوز الرئيس الذي يحظى بأكبر عدد من أصوات النواب".
وشدّد على "وجوب تأمين نصاب لانتخاب الرئيس وملازمة مجلس النواب ليلاً نهارًا في الايام الاخيرة لفترة ولاية الرئيس سليمان حتى التوصل لانتخاب رئيس جديد، فالفراغ في القصر الجمهوري غير مسموح".