أكد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أنّ أولوية الحكومة الجديدة ستكون دعم الجيش والقوى الأمنية لوقف موجة التفجيرات والحؤول دون تمادي الإستفزازات المثيرة للفتنة وإيصال البلاد إلى إنتخابات رئاسية لمنع أي فراغ أو أي بديل للموقع، لافتًا إلى أنّ التعاطي في شؤون الناس المعيشية والإقتصادية والإجتماعية هو أمر بديهي لأنّ الدولة مطالَبة بإحتضان هذه القضايا الإنسانية بعدما أثقل أحمالها تدفّق النازحين السوريين حيث فاق عددهم المليون.
وأوضح الخازن، في حديث لـ"النشرة"، أنّه ليس من المتخوّفين من وقوع أي فراغ في المنصب الرئاسي، معتبرا ان "لا الأوضاع المضطربة بسبب الهواجس الأمنية، وكانت على أشدّها، منعت إجراء مثل هذه الإنتخابات التي جاءت بالرئيس الياس سركيس، أو تلك التي أعقبت إغتيال الشهيد الرئيس بيار الجميّل حيث انتُخِب شقيقه الرئيس أمين الجميّل".
وشدّد على أنه "لا يمكن لأية حكومة، مهما كانت جامعة، أن تقوم مقام رئيس الجمهورية وإلاّ لحدث إختلال أساسي في دور المسيحيين المطلوب من أجل وحدة المؤسسات والمواقع"، لافتا الى ان أي إفتراض من هذا النوع يختزل الدور المسيحي في الحكم لأنها ليست حكومة إنتقالية، مِمّا يطرح رئاستها لمسيحي بطبيعة الحال.



بكركي لا تدخل في المفاضلة بين أبنائها
ولفت الخازن إلى أن الدوائر الغربية تصرّ على المجيء برئيس توافقي للبلاد، معتبرًا أنّ لبنان لا يستطيع أن يتوافق على رئيس لا يكون على شاكلة حكمه التوافقي التسووي الذي أتى برئيس كالعماد ميشال سليمان.
وعن الرئيس الذي تدعمه بكركي، اعتبر الخازن أنّ "بكركي لا تدخل في المفاضلة بين أبنائها"، وقال: "لم نلحظ لبكركي والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، خلال تولّيه مسؤولية الكنيسة المارونية، أي موقف منحاز لشخص، بل لثوابت وطنية تتطلّبها هذه المرحلة المشحونة بالتحديات".
ولفت إلى ان الوثيقة التاريخية التي صدرت بعد الإجتماع الأخير للمطارنة الموارنة لم تطرح إلاّ العناوين لمواصفات الرئيس الجديد وليس لإسمه. وأضاف: "كلنا يتذكّر ما كان من أمر الأسماء التي طُرحت على غبطة البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير ولُجَّ عليه لمعرفة خياره وما دار من لغط حولها، لذلك من حق البطريرك أن يفكّر بمَن هو أقرب إلى مسلمات بكركي من دون أن يتورّط بالدخول في الأسماء وهو ما يحصل اليوم".

 

حذار التهاون بحياة المواطنين
وفي الموضوع الأمني وكيفية لجم الارهاب، أشار الخازن الى أنّه يمكن لجم الإرهاب والحد من أضراره بما يفعله الجيش والقوى الأمنية بمراقبة مواطن تسلله إلى لبنان أو إلتجائه إلى بعض المخيمات الفلسطينية. وقال: "لقد رأينا في التفجير الأخير على جسر العاصي الإستشهاد البطولي للضابط النقيب الياس الخوري وأحد أفراد الحاجز نتيجة الإشتباه بالقادم الإنتحاري قبل أن يصل إلى هدفه وتفجير نفسه بالمواطنين الآمنين".
وشدّد الخازن على أنه بالإمكان تزويد الجيش والقوى الأمنية بأجهزة إستكشاف عن بُعد مِمّا يساعد على تفادي الوصول إلى أي حاجز عسكري والتخلّص من ظاهرة سقوط الشهداء العسكريين والأبرياء المدنيين، معتبرا أنّه تحدٍّ يواجه الحكومة الجديدة في صرف الإعتمادات اللازمة لذلك، فـ"حذار التهاون بحياة المواطنين، عسكريين ومدنيين، والإستهتار بمصالحهم المعيشية التي شارفت على الهاوية".