درجت العادة منذ عدة سنوات مضت ومنذ التسعينات أن يتضمن البيان الوزاري للحكومة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وكان موضوع المقاومة بندا ثابتا في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة منذ العام 1990 تقريبا وذلك على خلفية الاجماع الوطني والسياسي على موضوع المقاومة حينذاك , ومع دخول عوامل جديدة على الساحة السياسية اللبنانية ترفض شريحة كبيرة من اللبنانيين تضمين البيان الوزاري للحكومة الجديدة أي شيء عن المقاومة ,وذلك بعد الخلافات الحادة مع حزب الله على خلفية تورطه في الحرب السورية ووقوفه الى جانب النظام السوري ولا تزال المناقشات جارية حول هذا الموضوع بعد الاتفاق على المواضيع الأخرى التي سيتضمنها البيان الوزاري .
حزب الله لا يزال متمسكا بموقفه وأكد عضو لجنة صياغة البيان الوزاري الوزير محمد فنيش على عدم التخلي عن موضوع المقاومة في البيان الوزاري وأن حزب الله ليس بوارد التخلي عنه , وهذا ما أكدته أيضا كتلة الوفاء للمقاومة في اجتماعها الاخير حيث أملت أن
تتوصل مناقشات اللجنة الوزارية «بأسرع وقت ممكن إلى إنجاز بيان مقتضب يعبّر عن أولويات الحكومة في السياسة والأمن والدفاع والمقاومة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للمواطنين.
ولذلك تسعى اللجنة الوزارية إلى مناقشة هادئة لهذا الموضوع للوصول الى صيغة محددة تكون مقبولة من الجانبين .
وأوردت صحيفة السفير الصادرة اليوم صيغا عدة يجري التداول بها في موضوع المقاومة وأن نقاشا هادئا يجري في اللجنة الوزارية ,وأما الصيغ المطروحة فهي :
الصيغة الاولى  : اعتماد عبارة توائم بين
بين الثلاثية والاستراتيجية الدفاعية لجهة القول مثلا : ... لا بد من تضافر جهود الشعب والجيش والمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال استراتيجية وطنية دفاعية يتم التوافق عليها انطلاقاً من التصور الذي سبق وقدمه رئيس الجمهورية واعتمد قاعدة للنقاش.
الصيغة الثانية : تجديد الالتزام بمضامين البيانات الوزارية لحكومات ما بعد الطائف
وبذلك يتضمن البيان الوزاري موضوع المقاومة .
وهذه الصيغ لا بد أن يتم التوافق عليها من قبل بقية الوزراء في اللجنة الوزارية وكذلك من قوى 14 اذار  .
وفي هذا السياق يعتبر بعض الوزراء المشاركين في اللجنة الوزارية أن حزب الله عليه ان ينظر الى تغير الواقع على الارض وأن هناك ظروف كثيرة تبدلت بعد التحرير كمان ان الاوضاع تبدلت بعد الاحداث السورية وأنه لم يعد مقبولا بقاء المقاومة جسما مستقلا عن الدولة .
ورأت مصادر متابعة أن على حزب الله في الوقت الراهن أن لا يتوقف كثيرا عند هذا الموضوع سيما وان الظروف تبدلت وأن الاولوية اليوم هي مواجهة الارهاب التي يتعرض له لبنان وخصوصا حزب الله في مناطقه وبيئته وان على حزب الله أن يتجاوز موضوع المقاومة إلى مستجد جديد يهدده مباشرة وهو الارهاب وقد بات الوقوف بوجه الارهاب اولوية لبنانية ويجب أن يكون اولوية ايضا لدى حزب الله كونه المستهدف الاساسي بالعمليات الارهابية,
ورات المصادر ان ما نشهده اليوم على الارض هو الابتعاد الكلي لحب الله عن مقاومة اسرائيل والانخراط الكلي في الحرب السورية وبالتالي فإن تجاوز موضوع المقاومة في البيان الوزاري لهذه الحكومة قد لا يضر حزب الله بشيء .


كاظم عكر