أكثر ما أدهشني هو سماع مكبر صوتيَات 8آذار وهم يندبون حظوظهم من الحكومة الجامعة . والدهشة هنا ليست من احد  هذه المكبَرات  المتطورة والنتفخة عزَة وكرامة من أهل النعم الحديثة المستنكر لاتفاق تمَ تجاوزه وتجاوز آخرين من دبيكة 8آذار بل ما آثار حفيظتي هو خطيب حزب يستهلك يوميَاً منابر الجنوب وقد سمعته منذ شهر تقريباً راعداً في سماء القرى العاملية محرضاً الناس على لصوص وعملاء الرابع عشر من آذار ورغم أن جثته قريبة من جُثة وزير خاجية سورية وطريقة كلامه شبيهة ومتطابقة في النبرة والهدأة والسكنة الاً أنَه راح يصدح في آذان الجماهير  النائمة عقلياً  بأن هؤلأ الخونة لن ينالوا قسطاً من الراحة لا في الحكومة ولا في غيرها لأنها جماعة منبوذة ونحن قادرين على أن نفعل بهم مانريد فلا أيَ حكومة من الحكومات المطروحة ستبصر النور فقط حكومة ضامنة ومعطلة يمكن أن تتشكل في لبنان لأننا نحن من يملك الأكثرية في كلأ مجالاتها فكبَر له الحضور المحتشد طائفياً وارتفعت معنوياته الى السماء الثامنة .. وبعد تشكيل حكومة أكثريتها من "العملاء" وغير ضامنة وغير مشروطة بالثلث المُعطل سمعت خطيب الحزب يكرر وبحرارة أكبر الحرص على حكومة تتسع للمكونات الشريكة والأساسية لنكمل معاً وحدتنا الوطنية ويعرف عن هذا الخطيب أنه يُداهن بطريقة مفضوحة للابقاء على موقعه الرسمي . وما يًدهش أيضاً وسائل الاعلام الحزبي والموجه من جبهة 8آذار كيف تستطيع فجأة أن تنتقل من التعبئة والتحريضضدَ أشخاص وصفتهم بالعملاء وأعدَت لهم تقارير تلو التقارير وبشكل يومي لتأكيد عمالتهم وارتباطتهم وصفقاتهم المشبوهة الى التبريك بوحدة الحكومة الوطنية وبرجالاتها الآشواس ممن يحملون أمانة اللبنانيين في أعناقهم لتصحيح مسارات لبنان في الأمن والسياسة . والدهشة أيضاً ممن كان يدَعي القدرة في الأمن ويدعو الدول للاستفادة من طاقته وامكانيَاته في مجالات كثيرة كيف يسلم أمن الوطن والمواطن لوزراء متهمين في تخريب الأمن في لبنان ولحكومة مسلوبة القرار والارادة . هل نحن في زمن العجائب ؟ بالنسبة لقلَة من النَاس غير واهمة أو متوهمة وغير منسحرة بأحد من السحرة الدينيين والسياسيين الأمر عادي وطبيعي أما بالنسبة للمصابين بأمراض النرجسية السياسية والملتزمين بالحزبية السياسية من رؤية دينية فان الموضوع بالنسبة للبعض منهم امَا أبيض وامَا أسود اذ لا رامدية في الدين وبالنسبة للأكثرية فان المسألة مسألة التزام بالحاكم الأقدر على تشخيص المصلحة لذا  يأخذهم يمنة ويأخذهم يُسرة طبقاً للمصلحة المكشوفة له . لذا تتحوَل الهزائم الى انتصارات والانتقال من موقف الى موقف نوع من التجلي وليس التخلي . سابقاً هُزم عبد الناصر وحوَلت الجماهير العربية هزيمته النكراء الى انتصار تاريخي وسيق صدَام حسين الى مشنقة الشيعة العراقيين واعتبره القوميَون العرب بطل الأمَة وهذا ما حصل ويحصل مع الزعماء في الشرق . لا يتوفرَ في لبنان الاَ الخطابات المطوَلة لتعبئة أوقات الناس من فراغ الأمن والاقتصاد ,وكل خطاب نقيض لأخيه ولا أحد يستنكر أو يجرؤ على القول فهاهو الرابح في حكومة خاسرة يبيع شعاراته بالجملة من السلاح الى المحكمة الدولية وكاد أن يبكي ليؤكد حرصه على لبنان بالتعاطي مع الجهة المسؤولة عن ذهاب الدولة ورسوخ الدويلة والنَاس تصفق .. فاذا كان لبنان لايستقيم الاَ بحزب الله وتيَار المستقبل فلماذا خسر الأوَل رصيده في معركة واهمة وأدخل العباد والبلاد في انقسام حادَ؟ ولماذا رفع المستقبل سقف العداء وسقفه واط ؟ ووعد بما لايستطيع تحقيقه ولو في الأحلام الحريرية . قدَ يكون ما حصل عبرة ولكن لا أحد  يعتبر في لبنان .بعد الانسحاب السوري من لبنان ولد الاتفاق الرباعي من رحم الضرورة ومن ثمَ كفر الرُباعيَون بالاتفاق ولاموا أنفسهم باتفاق أضرَ بمصالحهم وبعد سنوات من الحرب الاستنزافية والبشعة بين جماعة الاتفاق الرباعي عاد أهل الحلَ والربط الى الاتفاق وتحت نفس الصرخة والصيحة وتحت حجَة الوطن الذي لا يؤمنون به والدولة التي لا يعترفون بها والمصلحة التى يؤمنون بها وسقطت لغات العمالة وبات تبويس اللحى سياسة الجميع المتقنة من قبل فريقين  لم ينجحا ولو لمرَة واحدة في اضاءة شمعة في عتمة لبنانية .. أعتاد نابليون  وقبل قيادة الجيوش للحروب زيارة الكنيسة لأخذ البركة الالهية فسأله رأس الكنيسة الى أين ذاهب قال الى ألمانيا ومن ثم ايطاليا والى دول أخرى وكرر عليه سؤالاً آخر : وماذا ستفعل بعد الحروب ؟ فأجاب نابليون سآتي الى غرفتي لأرتاح فأجابه رجل السلام لماذا لا ترتاح من اليوم بدلاً من اراقة دماء العباد وتخريب البلاد .؟