" منيح ما كان الامام الحسن بزماننا ، كنتو كفرتوه لما عمل صلح مع معاوية ، صرنا كلنا افهم من قيادة المقاومة " هذا ما كتبه احد ناشطي جمهور حزب الله على صفحته في الفيسبوك محاولا التعويض عن ما ينتاب هذا الجمهور من امتعاض عبر استحضاره حادثة تاريخية قام بها امام معصوم وافتعاله مقارنة غير موفقة ، وهذا يؤشر بشكل واضح عن حجم الإحباط والصدمة التي تلقاها هذا الجمهور بعيد الإعلان عن تشكيل حكومة تمام سلام وما تضمنته من مكتسبات كبيرة لفريق 14 اذار واخفاق كبير لفريق 8 اذار , وهذا ان دل فانه يدل أيضا على ثغرة أساسية في تعاطي اعلام الممانعة مع جمهورها والذي دأب هذا الاعلام ممارسة دور الاعلام الحربي من حيث المبالغة في تصوير خطورة الخصم السياسي وتقديمه دائما على انه عدو بدون مراعاة ابسط قواعد العمل السياسي البديهي التي تقول بان بالسياسة لا وجود لخصوم دائمين ، وهنا يكمن الخطأ التكتيكي خاصة عند جمهور متلقي غير مسموح له بمجرد التشكيك فضلا عن اعمال العقل باي خبر يبث عبر وسائل اعلام لا تنطق عن الهوى وانما معلوماتها واخبارها ان هي الا وحي يوحى ، فبعد ان عمد هذا الاعلام على التركيز ولفترة غير قصيرة بالهجوم الشرس على اللواء اشرف ريفي واعتباره كواحد من اخطر المتآمرين على حزب الله ومقاومته ، وبعد تصويره طيلة الفترة الماضية كواحد من قادة المحاور الخارجين على القانون والداعمين للارهاب والإرهابيين , ها هو الحزب يرضى بتسليم هذا الرجل وزارة هي من اكثر الوزارات حساسية ( وزارة العدل ) خاصة في زمن بدء اعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما تشكل هي الأخرى ، مما خلق حالة من عدم الاتزان عند حمهور الحزب فوجد نفسه فجأة وبدون سابق انذار بين خيارين لا ثالث لهما , اما ان يكون حزب "المقاومة " قد وصل الى درجة من الوهن والضعف يجعله يوافق مرغما على القبول وهذا امر مستبعد ، واما ان ما كان يصور به هذا الرجل لم يكن الا أكاذيب مفتعلة ، وهذا يستدعي التشكيك مرة جديدة بمصداقية الاعلام الممانع ، وعلى كلا الاحتمالين فان حالة من الإحباط الشديد تسود أوساط هذا الجمهور مما تذكرنا تماما بما حصل له بعد اعتذار مدير تلفزيون المنار وإذاعة النور على عدم مصداقيتها بنقل اخبار البحرين ، ليأتي بعد هذا الحدث الجلل خبر الافراج عن فتاتي سيارة اللبوة من قبل مخابرات الجيش والذي ضج اعلام الممانعة عند اعتقالهما وبانه من الإنجازات الضخمة وربطه الطبيعي كثمار لتعاون مخابرات الجيش بجهاز امن المقاومة ، فهل بعد كل هذه الإخفاقات سيتعلم هذا الجمهور المسكين ولا يعود يصدق كل ما يسمع ؟