استشهاد عماد مغنية لم يضع حداً لحياته كما شاء الموساد الاسرائيلي بل كان استشهاده ولا يزال محطة سنوية للعبور إلى هذه الشخصية المثيرة للجدل على اكثر من صعيد .
لقد كان عماد مغنية الحدث في حياته وكذلك هو الحدث بعد استشهاده ,فلم تنته حياة مغنية عند استشهاده بل أصبحت مناسبة استشهاده عنوانا جديدا للعطاء والتضحية والفداء وأصبحت مناسبة استشهاده محطة لاكتشافات جديدة حول مسيرة حياته وجهاده وعطاءاته ,لذلك كان عماد مغنية الرجل الذي لا يموت وهو الرجل الذي لا يمحوه الغياب .
عماد مغنية كان أكبر من حزبه بل كان هو صانع الاحزاب والأجيال ,كان صانع الأمم على درب الجهاد والاستشهاد في سبيل القضية التي كان يؤمن بها ويضحي من أجلها .
لقد أعدّ عماد مغنية قبل رحيله كل شيء لاستمرار العقيدة التي آمن بها واستمرار النهج الذي قضى من أجله نهج المقاومة والاستشهاد , لقد أعدّ عماد مغنية كل ما يلزم قبل رحيله لاستمرار حزبه حزبا مقاوما للعدو الاسرائيلي وحده ,ولم يشأ عماد مغنية في يوم من الأيام توجيه البندقية إلى غير العدو الاسرائيلي وقد كان العدو الاسرائيلي وحدة هو الوجهة الدائمة والهدف الاصيل .
لقد أدار عماد مغنية حربه مع العدو بذهنية الاستشهاد التي لا يمكن مواجهتها وقد استطاع أن يفتتح عهد الاستشهاديين من لبنان إلى فلسطين من خلال إصراره على زرع روح الجهاد في الأمة والمجتمع ,وقد أشرف بنفسه على تحضير وتجهيز  العمليات الاستشهادية الكبيرة التي كانت بداية عصر الانتصارات والفتوحات التي قادها .
لقد كان عماد مغنية المدرسة التي أسست لثقافة الجهاد والتضحية في سبيل القضية وفي سبيل الأمة وقضاياها وقد كان المعلم الأول في مدرسة الجهاد والمقاومة ولم يشأ أن يكون غير ذلك , لقد تجنب الدنيا وكل ما فيها وآثر أن يكون فقط في صفوف المجاهدين والمقاومين وإلى جانب الفقراء والمستضعفين وقد بقي معهم وكأنه واحدا منهم لم تأخذه الدنيا إليها وقد فتحت إليه كل أبوابها لذلك آثر العمل بصمت وآثر الجهاد بعيدا عن أعين الناس وعمل في الظل وكانت أعماله ولا تزال النقطة المضيئة في تاريخ الأمة وعلى مساحة العالمين العربي والاسلامي .
لقد كان عماد مغنية أكبر من حزبه وقد ادار لوحده مجموعات جهادية كبيرة تخطت المكان والزمان ويتقل عارفوه أن عمل عماد مغنية في حزب الله كان جزءا من مسيرته الجهادية وقد كانت له نشاطات جهادية قبل الحزب وخارج الحزب وقد كان عماد مغنية حين لم يكن أحد وأنه المجاهد الأول الذي أسّس وحضّر للعمل الجهادي في لبنان خارجه وقد سبق عماد مغنية حزب الله بسنوات كانت كفيلة أن يبدأ حزب الله منها أولى إطلالاته على العمل الجهادي والسياسي .
أما وقد استشهد عماد مغنية وأدى الأمانة وبقيت ذكراه تلك الشعلة التي لن تنطفيء ,استشهد عماد مغنية وبقى إسمه ومضة العز التي لا يمحوها الزمن ولا ينالها الغياب , عماد مغنية الحاضر أبداً وهو الرجل الذي لا يموت .

كاظم عكر