نجح الرئيس نبيه في تفلته من عقال الأزمة السورية فلا أذاع ,ما يشيع عنه كطرف أساسي فيه , أو كواحد منغمس حتى أذنيه في آتونها المحرق لكل المساهمين فيه ولا فرق بين داعم ومشارك لأن الخسارة واحدة , وان كانت بنسب مختلفة . اذاً لم يبادر الرئيس نبيه بري , ولم يبدي حماسة زائدة للحالة السورية, ومنذ نشأتها وبداياتها أحتفظ بلسان متزن ولم يتصرَف بالطريقة التي تفقده توازنه السياسي, وتفقده موقعه الريادي , واحتفظ بصفته الدستورية , وتصرف وفق القوانين التي تلزمه الحياد في موضوع غير لبناني . هذه الايجابية للرئيس بري وضعت حركة أمل خارج المعمعة السورية , وخارج نيرانها ومواكب التشيع لضحاياها من سوريين وغير سوريين . رغم أن الرئيس وحركته على علاقة أساسية بالنظام السوري  , وهي علاقة تأسيسية متصلة باللحظة التي أختار فيها المؤسس للمحرومين اتباع البعد السوري لطائفة تستمدَ قوتها من الشقيق الأقرب والممسك بلبنان جملة وتفصيلاً . ورغم أن المطلوب من الرئيس بري ماهو مطلوب من الحلفاء الآخرين للنظام السوري في التعبير الفعلي عن وقوفهم الى جانب النظام بفعل القتال لا التصاريح المحسوبة بدقَة , أو بواسطة النوايا العامرة بحب الأسد السوري . لم تذهب حركة أمل مذهب الأحزاب الأخرى وانتهجت لنفسها تأييداً خاصاً بها فهي نائية عن نفسها سورياً في ما يتصل بالمشاركة القتالية الى جانب النظام , وداخلة بالعمق في دعم النظام في كلَ مايتصل بالوضع اللبناني . تمايز أمل هنا سهل للطائفة وجود مبررات كافية للتعبير عن تنوع وتعدد قائم من المسألة السورية , وهذا ما أراح الكثيرين من اللبنانيين  الشيعة الذين يعملون في الخارج وتهدَد مصالحم عملية المساهمة الشيعية في الحرب السورية . ربما يكون الرئيس نبيه برَي على موعد مع التغيير الآتي لذا لا يريد حرق ماتبقى للطائفة الشيعية من مراحل يمكن الاستفادة منها من خلال موقفه المنسجم مع طبيعة موقعه ومع المسار السياسي العربي المنسجم مع عمليَات التغيير في عُلب السلطة . في لبنان تواكب حركة أمل الوضع السوري عن كسب وهي احدى جنوده الخلفيين , وترفع شعارات زينيب لن تُسبى مرتين وأيادي العبَاس المقطوعة ودعوات الثأر لأهل البيت وتشارك بحرارة في تشيع شهداء الحزب وتقوم بكل ماهو يلبي مضاعفات الحرب السورية ولكن من داخل لبنان لا من خارجه . وتعليقاً على مواقف الحركة من الأزمة السورية وعدم مشاركتها الى جانب حزب الله تفيد مصادر في الحركة الى أن أمل دفعت عن النظام السوري فواتير كبيرة من حرب المخيمات الى حرب الأحزاب وبيروت اضافة الى حرب الاخوة من البقاع الى الجنوب ويعد خدمات كبيرة وجليلة للنظام السوري بات رضَع السياسيين من لبنانيين مغمورين زاحفين على أعتاب الأمن السوري محظوظين لدى القيادة السورية وبات التعاطي مع دولة الرئيس نبيه بري سخيفاً وسيئًا من قبل القيادة المذكورة وكيف تمَ صدَه في كثير من المواقف الوطنية من قبيل قضية المخطوفين في سورية والشراكة الوطنية وعناوين كثيرة كان الرئيس سبَاقاً لها وجاءت المواقف الأخرى لتقمع الرئيس وتضعه حبيس المجلس الذي أراده مساحة لبنانية مفتوحة على الجميع دون استثناء . وتضيف هذه المصادر قائلة : لامصالح لنا في سورية ونحن مستعدين لفعل كل شيء لحفظ وضعنا في لبنان فقط .