دخول لبنان على خطَ الأزمة السورية والتورط في الحرب الدائرة فيها دفعه الى شراكة كاملة في الغرم الأمني والسياسي , وباتت ملاصقته للميدان السوري اتصالآً مباشراً بالأزمة السورية وانقساماتها المذهبية وبمضاعفاتها الاقليمية والدولية . بحيث أصبح لبنان المنقسم سورياً بين مؤيد للنظام ومعارض له محافظة من المحافظات السورية المشتعلة بنار الارهاب . هذه السورنة اللبنانية حكومة وشعباً وضعته في مهب الرياح السوداء التي تعصف بالمنطقة وتجرف الجميع الى هاوية سحيقة ,لأن اللاعبين فيها خاسرون لا محالة . فشل العملية السياسية في العراق كرَس صراع سياسي ببعد مذهبي استقدم المجاهدين اليه ليجاهدوا قتلاً في العراقيين وذبحاً وانتحاراً يومياً أفقد الدولة أمنها وشرذم البيئة العراقية وجعلها أحزاباً وشيعاً متفرقة في جغرافية عراقية تمَ تحاصصها أيضاً كما تمَ تحاصص السلطة. المشهدين اللبناني والسوري عرقيين بامتياز . فشل سياسي وتصدَع طائفي ومذهبي وتفريغ الأمن من محتواه وجعله مهتزاً بسبب الحرب السورية والمساهمة اللبنانية في ورشها , وعدم الاحتكام الى المصالح الوطنية العليا , والبقاء في دائرة المصالح التي تلبي رغبات غير وطنية . من هنا وفد الارهاب الى لبنان من هذه الأسباب والدوافع وباتت الضاحية أسيرة الاسمنت السياسي والأمني وباتت الهرمل منطقة مهددة بانتحاريين يظنونها أقرب طرق الجنة . كما أن باقي المناطق اللبنانية وعلى اختلاف هويَاتها وانتماءاتها تخضع لهواجس النواسف البشرية ولاحتمالاتها التدميرية للبشر والحجر باعتبار أن ما تهدف اليه أيضاً هو دفع ملل الطوائف الى الخوض مع الخائضين في الدماء المذهبية لتكتمل صورة الهلال الشيعي المرسومة باللون الأحمر . لقد أصبح الأمن في لبنان جزءًا من أمن الصراع المفتوح في العراق وسورية , ولن تسهم الحكومات الآذارية وعلى اختلاف تسمياتها - جامعة , جانحة , واقعة , ضامنة..- في أن تشكل ردعأ حقيقياً للارهاب الذي يضرب بقوة ويكشف ضعف المواجهة لأن مقاومة الانتحار من أصعب المهام والأعمال المعروفة النتائج