نجح السلفيَون أو التكفيريَون أو الداعشيون أو النصراويون والاسلاميون الجهاديون  عموماً في دفع جماعات آذار الى الالتقاء والتقاطع وسط الحرب السورية الطاحنة للاتفاق على حكومة تجمع المتفرقين يميناً ويساراً على مواضيع خلافية أهمها المحكمة الدولية والأزمة السورية , وتضم من كفَروا بعضهم من قبل الاستحضار المقصود للتكفيرين الحقيقين والضغط بهم وعليهم لتحقيق مكاسب في سلال السياسة الافليمية لمعارك  متصلة في المصالح السياسية والاقتصادية وان خيضت تحت عناوين مذهبية وطائفية ,وحولها الى حرب ضروس ضدَ الارهاب الذي صنعوه ارضاءً للغرب وطمعاً بعطف أمريكي يساعدهم على تحقيق مكاسب في الدور الذي يسعون اليه كمحاور فاعلة في منطقة الشرق الأوسط. لقد ضرب الارهاب بيد ضعيفة الضاحية والأمن اللبناني فهتز من لا يهتز من طبقة سياسية مطنشة عن ما يجري , كونها غير مهددة لا في المصالح ولا في المواقع , الى أن جاء الانتحاريَون وفعلوا فعلهم في هزَ المسؤولين اللبنانيين , ودفع بهم الى الاستسلام لبعضهم البعض , ورفع معوَقات الالتقاء على شيء , وأمست الحكومة وأصبحت تتتسع للجميع ولا فرق بين سعودي وايراني ما دام السلفي يأكل من رصيد الأوَل ويلعب بأمن الثاني , فحكى الحريري وأثنى الأستاذ و غنى الجميع النشيد الوطني ومازال المواطنون الشاتمون المتموضعون في علبهم الطائفية ينتظرون ولادة  مولود زنى حكومي لأن الولادة تمَت بين زوجين لا رابط مقدَس بينهما . اذاً يصح أن نطلق على الحكومة القادمة حكومة سلفية لأنها نتَاج نواسف أحزمتهم ورصيدهم السُني المتعاظم على حساب اعتدال تُجَار السياسة في التيَار , رغم أن همَ وزرائها الخلاص من السلفيين تماماً كما بات همَ السوريين الخلاص من التكفيرين ..معادلة تفضح زيف السياسيين الذين يخيطون أحايلهم بخيط الفتنة التي أوجدوها لتحمي مصالح نخب الطوائف ومن يمسك بأوراقها المبعثرة على رقاع اقليمية ودولية .  عطَل عون  الحكومة من أجل المسيحيين المختصرين بصهره القديس مار مارون وببطرسه , والمسيحيَون الذين كنا نظنهم استثناءً عربياً تبين لنا أنهم لا يختلفون عن المسلمين في السياسة في شيء على الاطلاق .