ثمَة من يعمل تحت الشمس وفي الظل لاغراق مصر في آتون النار المشتعلة في المنطقة احرازاً لنتائج كثيرة وفي مقدمتها اضعاف الدور المصري الاقليمي حيث يتعاظم الرهان عليه من قبل دول تجد في المدد المصري قوة في الدفاع والهجوم عن مصالح عربية باتت مهددة جرَاء سعيَ ايراني واخواني للسيطرة السياسية على سياسات المنطقة . يبرز هنا الموقف السعودي المهتجس من سعيَ ايران الحثيث لخلق توازنات جديدة أوسطية ترفع من مستوى القوَة الايرانية الى مرتبة متقدمة تبلغ فيها دورها التاريخي كشرطي أمني متحكم بسياسات المنطقة . وقدَ عبرت المملكة عن اسيائها من السياسة الايرانية ونشبت بين الدولتين حرب  مستمرة ولكن بالوكالة في العراق وسورية واليمن وهناك من ينتظر على رصيف النار المشتعلة مثل لبنان لادراك  معمعة الصراع الايراني - السعودي .كذلك فعلت المملكة حيال تمادي جماعة الاخوان المسلمين في الأخونة للأمَة واسترداد منطق الخلافة ليتزعم التيَار النخب السلطوية في العالمين العربي والاسلامي . لذا هبَت المملكة ولبَت خطوات خارطة الطريق واعتبرت اقالة واعتقال مرسي خطوة أساسية للتخلص من مصدر التحريض الديني على وحدة اسلامية يكون شرطها الأساسي سلطة ووصاية الاخوان عليها . الى جانب السعودي يقف كل من التركي والقطري تحت الشمس المصرية كما هو حال المملكة وان من موقع مختلف  حيث تغذي الأخيرة العسكرين والسلفين والعلمانين وجماعتيَ الأزهر والكنيسة القبطية وباقي مكونات خارطة الطريق في حين تلجأ تركيا  ومعها قطر للتنديد بالانقلاب على الشرعية وبازالة مرسي المنتخب بواسطة القوَة . ويتم دعم جماعة الاخوان بالوسائل كافة انطلاقاً من حسابات سياسية تنسجم مع  مصالح التيَار الاخواني في تركيا ومع الدولة القطرية الساعية الى حماية قوتها المالية والاعلامية بسند سياسي حقيقي وحدت قطر تكئته في جماعة الاخوان . اذاً المتخاصمون تحت الشمس المصرية هم السعوديَون والقطريَون والأتراك , وهم من المسؤولين مباشرة عن اوضاع مصر الأمنية ويتحملون وزر التخريب والارهاب الذي يضرب مصر , لأنهم يشاركون في اذكاء نار المصريين بدلاً من اطفائها وعبر المساهمة في التشجيع على التعاون داخل السلطة كونها تتسع للجميع , وليست حكراً على أحد دون أحد من المصرين .لاشك أن من يلعب في الليل هو أخطر بكثير ممن يلعب في  وضح النهار , ان اسرائيل المعنية بما يجري في مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في دولة متصلة ومعنية بامن اسرائيل لذا فالتخريب ديدنها ولعبتها التي أتقنتها وهي مصدر أساسي من مصادر الارهاب الذي اعتاد على ضرب الدولة والمجتمع العربي في آن معاً . كما أن الخاسرين  من عودة مصر كقوَة وازنة وفاعلة في منطقة الشرق الأوسط هم داخل المعركة المفتوحة و موجودون داخل الأحداث المصرية ويسهمون بقوَة في خلخلة الأمن وتعزيز الفوضى من خلال توفير الدعم اللا زم للأطراف العابثة بالأمن المصري . ربم يصبح الأمن هاجس المصريين وتتحوَل مصر الى جهنم عراقي أو سوري اذا لم يلعب الجيش دوراً في الحماية والاستقرار , وهناك خوف كبير ولحسابات عسكرية من أن يكون الجيش هو اللاعب بالورقة  الأمنية أو أنه أدخل الأمن افي لعبة البزار السياسي . ليعود الى الحكم من بوابات الضرورات المصرية  كبطل تاريخي يمسك باللحظة الراهنة لحماية الشعب من نفسه .