اعتبر نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق ايلي الفرزلي أنّ مؤتمر "جنيف 2" خطوة أولى ومهمة بمسيرة الألف ميل باتجاه حل الأزمة السورية، لافتا إلى أنّ مجرد وضع الأوراق التفاوضية على الطاولة عنصرٌ ايجابي حتى ولو كان مسار المفاوضات طويلا ومرحلة الحلول النهائية متأخرة جدا.
وأشار الفرزلي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ الواقع الميداني السوري مستمر على ما هو عليه حتى التوصل لنتائج نهائية بين المتحاورين الذين هم أنفسهم يتقاتلون اليوم في الميدان السوري.



التفجيرات المتنقلة مستمرة
ورأى الفرزلي أنّه من المبكر الحديث عن انعكاسات جنيف 2 على لبنان، مشيرا الى أنّه قد يجمد عملية انهيار المؤسسات اللبنانية وهو ما بدأنا نلتمس ملامحه من خلال التطورات الايجابية التي طرأت مؤخرا على الملف الحكومي. وأشار إلى أنّ "الحكومة المقبلة ستكون شكلية غير قادرة على الخروج بحلول حقيقية للأزمات التي نتخبط فيها"، وقال: "هي ستواكب مسار التفاوض السوري الطويل كما التطورات الميدانية هناك".
وتوقع أن يبقى الوضع الأمني في لبنان، خلال حالة انتظار ما سيؤول اليه الملف السوري، على ما هو عليه، فتستمر التفجيرات المتنقلة من دون ان يتدهور الوضع الى ما هو أسوأ من ذلك.
وبالملف الحكومي، أشار الفرزلي الى ان عملية التشكيل قطعت شوطا كبيرا بعدما أظهر الفرقاء كافة نوايا جدية بهذا الاتجاه. وأوضح أنّ "العراقيل التي تعترض عملية التشكيل حاليا عراقيل طبيعية ستذلل تباعا لكنّ العقدة الاساسية تبقى بالتمثيل الميثاقي المفقود والذي يتعرض لاهتزاز حقيقي يخالف الدستور".

 

لانتخاب رئيس في الموعد الدستوري
ولفت الفرزلي إلى أنّه من المبكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، موضحا أن النقاشات الجدية في هذا الملف لن تبدأ قبل 25 آذار المقبل. وأضاف: "حينها يتم دراسة الواقع والظروف الداخلية وتلك المحيطة بنا فتحدد الوظائف الاساسية للرئيس المقبل ويتم اختيار الرئيس القادر على اتمام هذه الوظائف".
واستبعد الفرزلي الدخول في مرحلة من الفراغ الرئاسي، مشددا على وجوب التعامل مع الموضوع على ان الخيار المتاح واحد ووحيد وهو انتخاب رئيس في الموعد الدستوري، فلا نبحث بأي خيارات أخرى تضرب نظامنا والدستور.
وأشار الى أن المصالح الداخلية والخارجية تتحكم الى حد بعيد بعملية اختيار الرئيس المقبل، مشدّدًا على وجوب أن نعتمد آلية واضحة تضمن انتخاب رئيس جمهورية يمثل حقيقة الوجدان المسيحي لتصح لعبة الشراكة الوطنية. وأضاف: "الواقع المسيحي حاليا مأزوم الى حد بعيد طالما أن رئيس المجلس النيابي هو زعيم شيعي تماما كما هو عادة رئيس الحكومة زعيم سني..."