قيل قديما ان اصدقاءك ثلاثة ، واحد منهم هو ، عدو عدوك , ولعل خلف هذه الستارة سوف يعمل حزب الله ومن خلفه ايران للاختباء من اجل تبرير الصداقة المستجدة بينهما وبين المحور الغربي وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية , فمن غير اللائق على من كان يدعي الممانعة ، وبالخصوص على الجمهورية الاسلامية حاملة شعار " الموت لاميركا " , " ومحاربة الاستكبار العالمي " ، " ومقارعة الطواغيت " وغيرها من الشعارات خاصة منها ذات النكهة الدينية بان تتخلى عنها دفعة واحدة من اجل حفنة من الدولارات ، او بافضل الاحوال من اجل مكتسبات " دنيوية " كبقاء النظام الايراني ، اذا فان استدارة بهذا الحجم لا بد تحتاج الى الكثير من العناوين الجديدة , وابرز هذه العناوين التي يُعمل على تسويقها عند اعلام محور الممانعة هو عبر تبنيها لشعار " محاربة الارهاب " ، وطبعا فان المدلول الحصري هنا يعني تنظيم القاعدة ومشمولاته من الحركات التكفيرية ، علما بان للولايات المتحدة الامركية تعريف مختلف لهذا المصطلح يطال فيما يطال حزب الله نفسه ، ولم يختصر الامر بذلك على اميركا فقط ، بل تبعها بذلك الاتحاد الاوروبي تموز عام 2013 في اجتماع بروكسل حيث وضع ما يسمى بالجناح العسكري لحزب الله في قائمة الاتحاد للمنظمات الارهابية ، وكذلك فعل مجلس التعاون الخليجي ، مما يجعل حمل ايران لهذا الشعار ليس بالسهولة عينها التي كان عليها عندما تفردت بحمل لواء الممانعة والمقاومة الذي قد كانت الانظمة العربية جميعها قد رمته خلفها ، فاستطاعت ايران بسهولة نفض الغبار عنه واعادت له ذلك البريق الاخاذ الذي سحر عيون الجماهير العربية والاسلامية مرة اخرى , مما سهل عليها الطريق الى قلوبهم ، وهذا غير متوفر لها بحملها للواء الجديد( محاربة الارهاب ) حيث ان للمعانه بريق اشد وهو في ايدي الانظمة العربية ولن تتخلى عنه بهذه البساطة لما يمثل لها من حاجة وجودية ، وهذا يعني اننا سوف نشهد حالة تنافسية شديدة قد يساهم هوية ايران الشيعية مصدر احراج لا يمكن تخطيه من اجل الوصول الى ما يشبه حالة من التنسيق يمكن ان يفرضه الشعار ذاته ، وبالتالي فان كل ما سوف تحمله الينا المرحلة القادمة ما هو الا اختراع جديد اشبه بالترياق ، يستطيع الامركي من خلاله تحويل الفتنة السنية الشيعية التي ما فتىء الفريقان يلعنان من يوقظها فتتحول بفضل هذا الاختراع الامركي الى حروب قادمة على المنطقة ولكن بعنوان " محاربة الارهاب " هذه المرة ، المستفيد الاول والاخير منها لن يكون الا العدو الاسرائيلي , حيث يقف جانبا على اعلى التل يشاهد مجريات الاحداث متلذذا بانهار الدم تجري من تحته ، ضاحكا مستبشرا ، ولا استبعد منه مد يد العون لكلا الفريقين من اجل محاربة ارهاب الاخر ، مع سعي من العدو دؤوب لاطالة هذه الحروب لمئآت من السنين القادمة ان استطاع لذلك سبيلا , وما يحدث في سوريا الان ما هو الا خير مصداق لمعجزة ما كان ليحلم بها ويسعى من اجل تعميمها على كامل المنطقة تحت مسمى اساسي بالنسبة اليه هو : ارهاب ضد الارهاب .